الجمع بين الصحيحين لابن الخراط

حديث: رأيت عبد الله بن الزبير على عقبة المدينة

          3368- مُسْلِمٌ: عن أبي نوفلٍ، قالَ: رأيتُ عبدَ اللهِ بنَ الزُّبيرِ على عَقَبَةَ المدينةِ، قالَ: فجَعَلَتْ قريشٌ تمرُّ عَلَيْهِ والنَّاسُ، حتَّى مرَّ عَلَيْهِ عبدُ اللهِ بنُ عمرَ، فوقفَ عَلَيْهِ، فقالَ: السَّلامُ عليكَ أبا خبيبٍ، / السَّلامُ عليكَ أبا خبيبٍ، السَّلامُ عليكَ أبا خبيب، أما واللهِ لقدْ كنتُ أنهاكَ عن هذا، [أما واللهِ لقدْ كنتُ أنهاكَ عنْ هذا، أما واللهِ لقدْ كنتُ أنهاكَ عنْ هذا](1) ، أما واللهِ إنْ كنتَ ما علمتُ صوَّامًا قوَّامًا وَصُولًا للرَّحمِ، أمَا واللهِ؛ لأمَّةٌ أنتَ شرُّها لأمَّةٌ(2) خيرٌ، ثمَّ نفذَ عبدُ اللهِ بنُ عمرَ، فبلغَ الحجَّاجَ موقفُ عبدِ اللهِ(3) وقولُهُ، فأَرسلَ إليهِ، فأُنزلَ عن جِذعهِ، فأُلقيَ في قبورِ اليهودِ، ثمَّ أَرسلَ إلى أمِّهِ أسماءَ بنتِ أبي بكرٍ، فأبتْ أن تأتيَهُ، فأعادَ(4) عَلَيْهِا الرَّسولُ لتأتيَنِّي أوْ لأبعثَنَّ إليكِ منْ يسحبُكِ بقرونكِ، فأبتْ وقالَتْ: واللهِ؛ لا آتيكَ حتَّى تبعثَ إليَّ منْ يسحبُني بقُروني، فقالَ(5) : أروني سبَّتي فأخذَ نعْلَيْهِ، ثمَّ انطلقَ يتوذَّفُ حتَّى دخلَ عَلَيْها، فقالَ: كيفَ رأيتِنِي صنعتُ بعدوِّ اللهِ؟ قالَتْ: رأيتُكَ أفسدتَ عَلَيْهِ دنياهُ، وأفسدَ عليكَ آخرتكَ، بلغني أنَّكَ تقولُ [لهُ](6) : يا ابنَ ذاتِ النِّطاقينِ، أنا واللهِ ذاتُ النِّطاقينِ، أمَّا أحدهما؛ فكنتُ أرفعُ بهِ طعامَ رسولِ اللهِ صلعم وطعامَ أبي بكرٍ من الدَّوابِّ، وأمَّا الآخرُ؛ فنطاقُ المرأةِ الَّتي لا تستغني عنهُ، أمَا إنَّ رَسُولَ الله صلعم حدَّثنا: «أنَّ في ثقيفٍ(7) كذَّابًا ومُبيرًا»، فأمَّا الكذَّابُ؛ فرأيناه، وأمَّا المُبيرُ؛ فلا إخالُك إلَّا إيَّاه، قالَ: فقامَ عنها ولم يراجعْها.
          لم يخرِّجِ الْبُخَارِيُّ هَذَا الْحَدِيْثَ.
          وذكرَ في كتابِ الأطعمةِ في بابِ الخبزِ المرقَّقِ والأكلِ على الخُوانِ والسُّفرةِ(8) [خ¦5388] ، عنْ وَهْبِ بنِ كَيسَانَ، قالَ: كانَ أهلُ الشَّامِ يُعيِّرونَ ابنَ الزُّبيرِ يقولونَ: يا ابنَ [ذاتِ](9) النِّطاقينِ، فقالَتْ لهُ أسماءُ: يا بنيَّ؛ إنَّهم يعيِّرونكَ بالنِّطاقينِ، هلْ تدريْ ما كانَ النِّطاقانِ (10) ؟ إنِّما كانَ نطاقِي شقَقْتهُ نصفينِ، فأوكيتُ قربةَ رسولِ اللهِ صلعم بأحدهما، وجعلتُ في سفرتهِ آخر، قالَ: فكانَ أهلُ الشَّامِ إذا عيَّروهُ بالنِّطاقينِ يقولُ: إيهًا (11) والإلهِ تلكَ شكاةٌ ظاهرٌ عنك عارُها.


[1] سقط من (ص).
[2] في (ص): (بشرها بأمة).
[3] زيد في (ص) و(ق): (بن عمر).
[4] في (أ) و(ت): (فعاد).
[5] في (أ) و(ت) و(م): (قال).
[6] سقط من (ق).
[7] في (ص): (يقيث).
[8] في (ص): (الأخوان والصفرة).
[9] سقط من (ق).
[10] في (ص): (النطاقين).
[11] في غير (ص): (ابنها).