الفوائد الدراري في ترجمة الإمام البخاري

الرابع: في بيان تصانيفه المفيدة

          البابُ الرَّابِعُ
          في بيان تصانيفهِ المفيدة، وبيان اسم كتابه ((الجامع الصحيح)) وترجيحهِ على غيرهِ من تآليف البشرِ العديدة، وفي بيان شارحيهِ، وعدد أحاديثهِ، وفوائدَ أُخر شريفة؛ كالكلام على تراجمهِ، وعدد أبوابهِ، وغير ذلك من أبحاثٍ منيفة.
          أمَّا تصانيفه، فقد اشتهرتْ في جميع الأقطار، وعمَّ نفعها لأهلِ المعرفةِ والاستبصار.
          وقال الحاكمُ أبو أحمد في حقِّها _كما في ((المقدمة)) _: لو قلتُ: إنِّي لم أرَ تصنيفَ أحدٍ يشبه تصنيفَهُ في الحسن والمبالغة لفعلتُ، انتهى.
          1- فمنها: ((الأدب المفرد))، وهو مجلَّدٌ لطيفٌ، وقفتُ عليه، وهو في الحديث، ويرويهِ عنه أحمد / بن محمَّد بن الجَليْل _بالجيم المفتوحة وبلامين بينهما مثناة تحتية ساكنة_البزَّار.
          2- ومنها: ((رفع اليَدين في الصلاة)).
          3- ومنها: ((القراءةُ خلفَ الإمام))، ويرويهما عنه محمود بن إسحاق الخُزَاعي، وهو آخرُ من حدَّث عنه ببخارَى.
          4- ومنها: ((بر الوالدين))، ويرويه عنه محمَّد بن دلويه الورَّاق.
          5- ومنها: ((التاريخ الكبير))، وقد صنَّفهُ _كما مرّ_عند قبر النَّبي صلعم في الليالي المقمرة، وقد وقفتُ على جزءٍ منه، وهو كتاب جامع في بابه، قال الحافظ في ((المقدمة)): قال البخاريُّ: أخذ إسحاقُ بن راهويه كتاب ((التَّاريخ)) الذي صنَّفتهُ، فأدخله على عبد الله بن طاهر الأمير، فقال: أيُّها الأمير! ألا أريك سحراً؟ انتهى.
          وقال فيها أيضاً: قال الحافظ أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة: لو أنَّ رجلاً كتب ثلاثين ألف حديث، لما استغنى عن تاريخ محمد بن إسماعيل، انتهى.
          ويرويه عنه أبو أحمد محمَّد بن سليمان بن فارس، وأبو الحسن محمَّد بن سهل الفَسَوي _بفتح الفاء والسين المهملة_نسبةً إلى فَسَا مدينةٌ بفارس، وكذا غيرهما.
          6- ومنها: ((التاريخ الأوسط)) ويرويه عنه عبد الله بن أحمد الخفَّاف، وزنجويه بن محمد اللبَّاد.
          7- ومنها: ((التاريخ الصغير)) ويرويه عنه عبد الله بن محمَّد الأشقر.
          8- ومنها: ((خلق أفعال العباد)) الذي صنَّفه بسبب ما وقع بينهُ وبين الذُّهْلي كما مرَّت الإشارة إليه، ويرويه عنه يوسف بن ريحان، وكذا الفِرَبْرِي أيضاً.
          9- ومنها كتاب ((الضعفاء))، ويرويه عنه أبو بشرٍ محمد بن أحمد الدُّولابي، وأبو جعفر مسيح بن سعيد، وآدم بن موسى الخَوَاري.
          قال الحافظ ابنُ حجر في ((المقدمة)): وهذه التَّصانيف موجودةٌ مرويَّةٌ لنا بالسَّماع والإجازة، / وقال فيها أيضاً:
          10- ومنها أيضاً: ((الجامع الكبير))، ذكره الإمام ابن طاهر.
          11- 12 - ومنها: ((المسند الكبير))، و((التفسير الكبير)) ذكرهما الفِرَبْري.
          13- ومنها: كتاب(1) ((الأشربة))، ذكره الدَّارقطني في ((المؤتلف والمختلف)).
          14- ومنها: كتاب ((الهبة))، ذكره ورَّاقُه، فقال: عملَ كتاباً في ((الهبة))، فيه خمس مئة حديث، وقال: ليس في كتاب وكيع في ((الهبة)) إلا حديثان مسندان، أو ثلاثة، وفي كتاب ابن المبارك خمسةُ أحاديث، أو نحوها.
          15- ومنها: كتاب ((أسامي الصحابة))، ذكره أبو القاسم بن منده، وقال: إنَّه يرويهِ من طريق ابن فارس عنه، وقد نقل منه أبو القاسم البَغَوي الكثير في ((معجم الصحابة)) له، وكذا ابن مندَهُ في كتابه ((المعرفة)).
          16- ومنها: كتاب ((الوحدان))، وهو من ليس له إلا حديثٌ واحدٌ من الصَّحابة، ونقل منه ابن مندَهُ أيضاً في كتابه ((المعرفة)).
          17- ومنها: كتاب ((المبسوط))، ذكره الخليلي في كتابه ((الإرشاد))، وأنَّ مهيبَ بن سليم رواه عنه.
          18- ومنها: ((العلل))، ذكره أبو القاسم بن مندَهْ، وقال: إنَّه يرويه عن محمَّد بن عبد الله بن حمدون، عن أبي محمد عبد الله بن الشَّرَقي، عنه.
          19- ومنها:كتاب ((الكُنَى))، ذكره أبو أحمد الحاكم، ونقل منه.
          20- ومنها: كتاب ((الفوائد))، ذكره التِّرمذي في كتاب المناقب من ((جامعه)).
          21- ومنها: كتاب ((الكنز))، ذكره بعضهم.
          22- ومنها: ما ذكرهُ ابن الملقِّن، وتبعه العيني في ((شرحه))، وعبارة ابن الملقِّن في ((شرحه)) المسمى بـ((التوضيح)): ومن الغريب ما في كتاب ((الجهر بالبسملة)) لأبي سعد إسماعيل بن أبي القاسم البوشَنْجي عن البخاري: أنه صنَّف كتاباً أوردَ فيه مئة ألف حديثٍ صحيحٍ، انتهى، ويحتمل على بعد أنه ((الكنز))(2)، أو ((الجامع الكبير)) السَّابقان، فليتأمل.
          23- ومنها: ما ذكره شيخنا عبد الغني النابلسي في كتابه ((الحديقة الندية بشرح الطريقة المحمدية)) أنه وقف على رسالةٍ للبخاريِّ ذكر فيها قول المؤمن: أنا مؤمنٌ إن شاء الله، ومن قال بذلك من الصَّحابة والتابعين، ومن منع من ذلك، فاعرفه.
          24- ومنها: كتابه ((الجامع الصحيح)) الذي فاقَ غيرَه في الترجيحِ، وهو أعظمُ مصنَّفاته، بل سائر المصنَّفات؛ لأنه أنفعُها وأصحُّها / لدى أربابِ التحقيقات، سارت بذكرهِ الركبان، وتلقَّاه بالقُبول فحولُ الرِّجال في كل عصرٍ وأوان، وهو حريٌّ بذلك.


[1] ((كتاب)): هنا وفي الموضع التالي ليس في (ص).
[2] في (ع): ((انتهى ولعله الكنز)).