إرشاد الساري إلى اختصار صحيح البخاري

حديث: إن الميت ليعذب ببعض بكاء أهله عليه

          986- حَدِيثُهُ(1) عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: صَدَرْتُ مَعَ عُمَرَ بِمَكَّةَ(2)، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالبَيْدَاءِ؛ إِذَا هُوَ بَرَكْبٍ تَحْتَ ظِلِّ سَمُرَةٍ، قَالَ: اذْهَبْ، فَانْظُرْ مَنْ هَؤُلَاءِ الرَّكْبُ؟ فَنَظَرْتُ؛ فَإِذَا صُهَيبٌ، فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ: ادْعُهُ لِي، فَرَجَعْتُ إِلَى صُهَيبٍ، فَقُلْتُ: ارْتَحِلْ فَالحَقْ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، فَلَمَّا أُصِيبَ عُمَرُ دَخَلَ صُهَيْبٌ يَبْكِي، يَقُولُ(3): وَا أَخَاهْ، وَا صَاحِبَاهْ(4)، فَقَالَ عُمَرُ: يَا صُهَيْبُ؛ أَتَبْكِي عَلَيَّ وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم: «إِنَّ المَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبَعْضِ بُكَاءِ(5) أَهْلِهِ عَلَيْهِ؟». [خ¦1287]
          قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَلَمَّا مَاتَ عُمَرُ ذَكَرْتُ ذَلِكَ لِعَائِشَةَ، فَقَالَتْ(6): يَرْحَمُ اللهُ عُمَرَ، مَا حَدَّثَ رَسُولُ اللهِ صلعم: «إِنَّ اللهَ لَيُعَذِّبُ المُؤْمِنَ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ» وَلَكِنَّ رَسُولَ(7) اللهِ صلعم قَالَ: «إِنَّ اللهَ لَيَزِيدُ الكَافِرَ عَذَابًا بِبُكَاءِ أَهْلِهِ(8)» وَقَالَتْ: حَسْبُكُمُ القُرْآنُ {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى}[الأنعام:164]، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ عِنْدَ ذَلِكَ: وَاللهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى. [خ¦1288]


[1] قبله: في هامش (ب): (في البكاء على الميِّت).
[2] في (ب) و«اليونينية»: (من مكة).
[3] زيد في (ب): (يقول).
[4] في (ب): (صباحاه).
[5] كذا في النسختين، ورواية «اليونينية»: (إنَّ الميت يعذَّب ببكاء).
[6] في (أ): (فقال).
[7] في (ب): (ولكنْ رسولُ).
[8] زيد في (ب) و«اليونينية»: (عليه).