إرشاد الساري إلى اختصار صحيح البخاري

حديث: أنكحني أبي امرأة ذات حسب

          1681- حَدِيثُهُ عَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: أَنْكَحَنِي أَبِي امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ، فَكَانَ يَتَعَاهَدُ كَنَّتَهُ، فَيَسْأَلُهَا عَنْ بَعْلِهَا، فَتَقُولُ: نِعْمَ الرَّجُلُ مِنْ رَجُلٍ، لَمْ يَطَأْ لَنَا فِرَاشَا، وَلَمْ يُفَتِّشْ لَنَا كَنَفًا مُنْذُ أَتَينَاهُ، فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ عَلَيهِ؛ ذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صلعم، [فَقَالَ](1): «القَنِي بِهِ» فَلَقِيتُهُ بَعْدُ، [فَقَالَ]: «كَيفَ تَصُومُ؟» قَالَ: كُلُّ يَومٍ، قَالَ: «كَيفَ تَخْتِمُ؟» قَالَ: كُلُّ لَيلَةٍ، قَالَ: «صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةً، وَاقْرَأِ القُرْآنَ فِي كُلِّ شَهْرٍ»، قَالَ: قُلْتُ: أُطِيقُ أكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: «صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ فِي الجُمُعَةِ»، قُلْتُ: أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: «أَفْطِرْ يَومَينِ وَصُمْ يَومًا» قَالَ: أُطِيقُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: «صُمْ أَفْضَلَ الصَّومِ، صَومُ(2) دَاوُدَ صلعم، صِيَامُ يَومٍ، وَإِفْطَارُ يَومٍ، وَاقْرَأْ فِي كُلِّ سَبْعِ لَيَالٍ مَرَّةً» فَلَيتَنِي قَبِلْتُ رُخْصَةَ رَسُولِ اللهِ صلعم(3)، وَذَاكَ أَنِّي كَبِرْتُ وَضَعُفْتُ، فَكَانَ يَقْرَأُ عَلَى بَعْضِ أَهْلِهِ السُّبْعَ مِنَ القُرْآنِ، وَالَّذِي يَقْرَؤُهُ يَعْرِضُهُ بِالنَّهَارِ(4)؛ لِيَكُونَ أَخَفَّ عَلَيْهِ بِاللَّيلِ، وَإِذَا(5) أَرَادَ أَنْ يَتَقَوَّى؛ أَفْطَرَ أَيَّامًا، وَأَحْصَى، وَصَامَ مِثْلَهُنَّ كَرَاهَيَةَ أَنْ يَتْرُكَ شَيئًا فَارَقَ النَّبِيَّ صلعم(6) عَلَيْهِ(7). [خ¦5052]
          وَفِي لَفْظٍ: قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلعم: «يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو؛ أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ، وَتَقُومُ اللَّيلَ؟» فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ(8): «فَلَا(9) تَفْعَلْ، صُمْ وَأَفْطِرْ، وَقُمْ وَنَمْ، فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِعَينِكَ عَلَيكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِزَورِكَ(10) عَلَيكَ حَقًّا، وَإِنَّ بِحَسْبِكَ(11) أَنْ تَصُومَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنَّ لَكَ بِكُلِّ حَسَنَةٍ عَشْرَ أَمْثَالِهَا، فإذًا(12) ذَلِكَ صِيَامُ الدَّهْرِ كُلِّهِ، فَشَدَّدْتُ فَشُدِّدَ(13) عَلَيَّ»، قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنِّي أَجِدُ قُوَّةً، قَالَ: «فَصُمْ صِيَامَ نَبِيِّ اللهِ دَاوُدَ، وَلَا تَزِدْ عَلَيهِ»، قُلْتُ: وَمَا كَانَ صِيَامُ نَبِيِّ اللهِ دَاوُدَ؟ قَالَ: «نِصْفُ الدَّهْرِ»، فَكَانَ عَبْدُ اللهِ يَقُولُ بَعْدَمَا كَبِرَ: يَا لَيتَنِي قَبِلْتُ رُخْصَةَ النَّبِيِّ صلعم. [خ¦1975]
          وَفِي لَفْظٍ آخَرَ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صلعم: «إِنَّكَ لَتَصُومُ الدَّهْرَ، وَتَقُومُ اللَّيلَ»، فَقُلْتُ: نَعَمْ، فَقَالَ: «إِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ / ذَلِكَ؛ هَجَمَتْ لَهُ العَينُ، وَنَهِثَتْ(14) لَهُ النَّفْسُ ،[فِي لَفْظٍ: نَفِهَتْ نَفْسُكَ](15) لَا صَامَ مَنْ صَامَ الدَّهْرَ، صَومُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ صَومُ الدَّهْرِ كُلِّهِ...» الحَدِيثَ. [خ¦1153] [خ¦1979]
          وَفِي لَفْظٍ آخَرَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلعم ذُكِرَ لَهُ صَومِي، فَدَخَلَ عَلَيَّ، فَأَلْقَيتُ لَهُ وِسَادَةً مِنْ أَدَمٍ، حَشْوُهَا لِيفٌ، فَجَلَسَ عَلَى الأَرْضِ، وَصَارَتِ الوِسَادَةُ بَينِي وَبَينَهُ، فَقَالَ: «أَمَا يَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ؟» قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «خَمْسًا؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «سَبْعًا؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «تِسْعًا؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «إِحْدَى عَشْرَةَ(16)؟» ثُمَّ قَالَ النَّبِيُّ صلعم: «لَا صَومَ فَوقَ صَومِ دَاوُدَ، شَطْر الدَّهْرِ، صُمْ يَومًا، وَأَفْطِرْ يَومًا». [خ¦1980]
          وَفِي لَفْظٍ: أُخْبِرَ رَسُولُ اللهِ صلعم أَنِّي أَقُولُ: وَاللهِ؛ لَأَصُومَنَّ النَّهَارَ، وَلَأَقُومَنَّ اللَّيلَ مَا عِشْتُ، فَقُلْتُ لَهُ: قَدْ قَلْتُهُ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، قَالَ: «فَإِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ، فَصُمْ وَأَفْطِرْ، وَنَمْ وَقُمْ(17)، وَصُمْ مِنَ الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، فَإِنَّ الحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَذَلِكَ مِثْلُ صِيَامِ الدَّهْرِ»، قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: «فَصُمْ يَومًا، وَأَفْطِرْ يَومَينِ»، قُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، قَالَ: «فَصُمْ يَومًا، وَأَفْطِرْ يَومًا، فَذَلِكَ صِيَامُ دَاوُدَ، وَهْوَ أَفْضَلُ الصِّيَامِ»، فَقُلْتُ: إِنِّي أُطِيقُ أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلعم: «لَا أَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ». [خ¦1976]


[1] في هامش (ب): (كذا).
[2] إلى هنا انتهى السقط في (أ).
[3] زيد في (ب): (وسلم).
[4] كذا في النُّسخَتَين، ورواية «اليونينية»: (من النَّهار).
[5] في (ب): (فإذا).
[6] زيد في (ب): (وسلم).
[7] (عليه): سقط من (أ).
[8] في (ب): (فقال).
[9] في (ب): (لا).
[10] في (ب): (لزوجك).
[11] في (أ): (يحسبك)، والمثبت من (ب) محتملًا و«اليونينية»، وينظر هامشها.
[12] كذا في النُّسخَتَين، وهي رواية أبي ذر وابن عساكر وأبي الوقت، ورواية «اليونينية»: (فإنَّ).
[13] في (ب): (فشدَّد).
[14] كذا في (أ)، ورواية أبي الوقت وابن عساكر: (وَنَهَثَت)، وفي (ب) ورواية «اليونينية»: (وَنَفِهَت)، وفي هامش (ب): (ونَهِفت في أصل).
[15] ما بين معقوفين مثبت من هامش (أ)، وساقط من (ب).
[16] في (أ): (عشر)، والمثبت من (ب) و«اليونينية».
[17] كذا في النُّسخَتَين، ورواية «اليونينية»: (وقم ونم).