إرشاد الساري إلى اختصار صحيح البخاري

حديث: هلا تزوجت بكرًا تلاعبها وتلاعبك

          1063- حَدِيثُهُ: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ / قَالَ: غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلعم، قَالَ: فَتَلَاحَقَ بِيَ النَّبِيُّ صلعم وَأَنَا عَلَى نَاضِحٍ لَنَا قَدْ أَعْيَا، فَلَا يَكَادُ يَسِيرُ، فَقَالَ لِي: «مَا لِبَعِيرِكَ؟» قَالَ: قُلْتُ: عَيِيَ، قَالَ: فَتَخَلَّفَ رَسُولُ اللهِ صلعم، فَزَجَرَهُ، وَدَعَا لَهُ، فَمَا زَالَ بَيْنَ يَدَيِ الإِبِلِ قُدَّامَهَا يَسِيرُ، [فِي لَفْظٍ: فَضَرَبَهُ، فَدَعَا لَهُ، فَسَارَ بِسَيرٍ لَيْسَ يَسِيرُ مِثْلَهُ](1)، فَقَالَ لِي: كَيْفَ تَرَى بَعِيرَكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: بِخَيْرٍ، قَدْ أَصَابَتْهُ بَرَكَتُكَ، قَالَ: «أَفَتَبِيعُنِيهِ؟» قَالَ: فَاسْتَحْيَيْتُ، وَلَمْ يَكُنْ لَنَا نَاضْحٌ غَيْرهُ، فَقُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَبِعْتُهُ إِيَّاهُ عَلَى أَنَّ لِي فَقَارَ ظَهْرِهِ حَتَّى أَبْلُغَ المَدِينَةَ، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنِّي عَرُوسٌ، فَاسْتَأْذَنْتُهُ(2)، فَأَذِنَ لِي، فَتَقَدَّمْتُ النَّاسَ إِلَى المَدِينَةِ حَتَّى أَتَيْتُ المَدِينَةَ، فَلَقِيَنِي خَالِي، فَسَأَلَنِي عَنِ البَعِيرِ، فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا صَنَعْتُ بِهِ(3)، فَلَامَنِي، قَالَ: وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلعم قَالَ لِي حِيْنَ اسْتَأْذَنْتُهُ: «هَلْ تَزَوَّجْتَ بِكْرًا أَمْ ثَيِّبًا؟» فَقُلْتُ: تَزَوَّجْتُ ثَيِّبًا، فَقَالَ: «هَلَّا تَزَوَّجْتَ بِكْرًا تُلَاعِبُهَا وَتُلَاعِبُكَ» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ تُوُفِّيَ وَالِدِي _أَو اسْتُشْهِدَ_ وَلِي أَخَوَاتٌ صِغَارٌ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ مِثْلَهُنَّ، فَلَا تُؤَدِّبُهُنَّ، وَلَا تَقُومُ عَلِيهِنَّ، فَتَزَوَّجْتُ ثَيِّبًا؛ لِتَقُومَ عَلِيهِنَّ وَتُؤَدِّبَهُنَّ، قَالَ: فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلعم(4) غَدَوْتُ عَلَيْهِ بِالبَعِيرِ، فَأَعْطَانِي ثَمَنَهُ، وَرَدَّهُ عَلَيَّ. [خ¦2718]
          قَالَ المُغِيرَةُ: هَذَا فِي قَضَائِنَا أَحَسَنُ، لَا نَرَى بِهِ بَأْسًا. [خ¦2967]
          وَفِي لَفْظٍ: قُلْتُ: إِنَّ لِي أَخَوَاتٍ، فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ امْرَأَةً تَجْمَعُهُنَّ، وَتَمْشُطُهُنَّ، وَتَقُومُ عَلِيهِنَّ، قَالَ: «أَمَّا أنَّكَ قَادِمٌ، فَإِذَا قَدِمْتَ فَالكَيْسَ الكَيْسَ»، [فِي حَدِيثٍ آخَرَ: أَنَّهُ قَالَ فِي هَذَا الحَدِيثِ: «الكَيْسَ الكَيْسَ يَا جَابِرُ» يعني: الوَلَدَ](5)، ثُمَّ قَالَ: «أَتَبِيعُ جَمَلَكَ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، فَاشْتَرَاهُ مِنِّي بِأُوقِيَّةٍ، ثُمَّ قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلعم قَبْلِي، وَقَدِمْتُ(6) بِالغَدَاةِ، فَجِئْنَا إِلَى المَسْجِدِ، فَوَجَدْتُهُ عَلَى(7) بَابِ المَسْجِدِ، فَقَالَ(8): «الآنَ قَدِمْتَ؟» قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: «فَدَعْ جَمَلَكَ، وَادْخُلْ(9)، فَصَلِّ رَكْعَتَينِ» فَدَخَلْتُ، فَصَلَّيْتُ، فَأَمَرَ بِلَالًا أَنْ يَزِنَ لَهُ أُوقِيَّةً، فَوَزَنَ لِي بِلَالٌ، فَأَرْجَحَ فِي المِيزَانِ، فَانْطَلَقْتُ حَتَّى وَلَّيْتُ، فَقَالَ: «ادْعُ لِي جَابِرًا» قُلْتُ: الآنَ يَرُدُّ عَلَيَّ الجَمَلَ، وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْهُ، قَالَ: «خُذْ جَمَلَكَ، وَلَكَ ثَمَنُهُ». [خ¦2097] [خ¦5245]


[1] ما بين معقوفين ليس في (ب).
[2] في (ب): (واستأذنته).
[3] كذا في النسختين، وهي رواية أبي ذر، ورواية «اليونينية»: (فيه).
[4] (صلَّى الله عليه): ليس في (ب)، وزيد في «اليونينية»: (المدينة).
[5] ما بين معقوفين ليس في (ب).
[6] زيد في (ب): (المدينة).
[7] في (ب): (المسجد ورسول الله على).
[8] كذا في النسختين، وهي رواية ابن عساكر، ورواية «اليونينية»: (قال).
[9] كذا في (ب)، وهي رواية أبي ذر، وفي (أ) الحرف الأول مخروم، ورواية «اليونينية»: (فادخل).