البدر المنير الساري في الكلام على صحيح البخاري

كتاب العلم

          ░░3▒▒ كتاب العلم
          ♫
          ربِّ يَسِّر بخير
          الحمد للهِ نحمده، ونستعينُه، ونصلِّي على محمد رسولِه.
          قال البخاري ☼:
          وقول الله تعالى: {يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} [المجادلة:11]، وقوله: {رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه:114].
          شرح:
          جاء في الآثار أن درجاتِ العلماء تتلو درجاتِ الأنبياء، والعلماء ورثة الأنبياء، وَرِثوا العلم، وبيَّنوه للأمة، وحمَوه من تحريف الجاهلين.
          وروى ابن وهب، عن مالك قال: سمعت زيدَ بن أَسْلَمَ يقول في قوله تعالى: {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاء} [الأنعام:83] قال: بالعلم.
          وقال ابن مسعود في قوله تعالى: {يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ}: مدح الله العلماء في هذه الآية، والمعنى: يرفع اللهُ الذين آمنوا وأوتوا العلم على الذين آمنوا ولم يؤتوا العلم درجات في دينهم إذا فعلوا ما أُمروا به.
          وقيل: يرفعهم في الثواب والكرامة.
          وقيل: يرفعهم في الفضل في الدنيا والمنزلة.
          وقيل: يرفع الله درجات العلماء في الآخرة على المؤمنين الذين لم يؤتوا العلم.
          وقيل في قوله تعالى: {رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه:114] أي: بالقرآن، وكان كلَّما نزل من القرآن شيء ازداد به صلعم علمًا.
          وقيل: ما أمر الله رسولَه بزيادة الطلبِ في شيء إلا في العلم، وقد طلب موسى _◙_ الزيادة فقال: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا} [الكهف:66]، وكان ذلك لما سُئِلَ: «أي: الناس أعلم؟ فقال: أنا أعلم، فعَتَب اللهُ عليه إذ لم يَرُدَّ العلمَ إليه».