الصحيح من الأخبار المجتمع على صحته

حديث: من أصحاب هذه القبور

          564- قال ☺: قالَ الشَّيخُ أبو بكرٍ ☼: محمدُ بنُ عبدِ الله بنِ محمد بن زكريا، أخبرنا محمد بن يعقوب الأصم، قالَ: حدَّثنا الحسن بن مُكْرَم، قالَ: أخبرنا محمد بن عبد الله الرُّزِّيُّ، قالَ: حدَّثنا عبد الوهاب _هو ابن عطاء_ عن سعيدٍ عن قتادةَ، عن أنسٍ قال(1): إِنَّ نَبِيَّ اللهِ(2) صلعم دَخَلَ نَخْلًا لِبَنِي النَّجَّارِ، فَسَمِعَ صَوْتًا فَفَزِعَ، فَقَالَ: «مَنْ أَصْحَابُ هَذِهِ الْقُبُورِ؟» قَالُوا: يَا نبيَّ(3) اللهِ، نَاسٌ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ. فَقَالَ: «تَعَوَّذُوا(4) بِاللهِ مِنْ عَذَابِ القبرِ، وعَذَابِ النَّارِ، وَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ». قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا، وإِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ أَتَاهُ مَلَكٌ فَيَقُولُ لَهُ: مَا كُنْتَ تَعْبُدُ؟ فَإِنِ اللهُ هَدَاهُ يَقُولُ: كُنْتُ أَعْبُدُ اللهَ. فَيَقُولُ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ: هُوَ(5) عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ. / قَالَ: فَمَا يُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ غَيْرِهَا. فَيُنْطَلَقُ بِهِ إِلَى بَيْته الذي كَانَ فِي النَّارِ فَيُقَالُ لَهُ: هَذَا بَيْتُكَ فِي النَّارِ، وَلَكِنَّ اللهَ عَصَمَكَ وَرَحِمَكَ وأَبْدَلَكَ بِهِ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ. فَيَقُولُ: دَعُوني حَتَّى أَذْهَبَ فَأُبَشِّرَ أَهْلِي، فَيُقَالُ لَهُ: اسْكُنْ. وَإِنَّ(6) الْكَافِرَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، أَتَاهُ مَلَكٌ فَيَنْتَهِرُهُ، فَيَقُولُ: مَا كُنْتَ تَعْبُدُ؟ فَيَقُولُ: لاَ أَدْرِي. فَيَقُولُ: لاَ دَرَيْتَ وَلاَ تَلَيْتَ. فَيَقُولُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ: كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ. قَالَ: فَيَضْرِبُهُ بِمِطْرَاقٍ مِنْ حَدِيدٍ بَيْنَ أُذُنَيْهِ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً يَسْمَعَهُا الْخَلائقُ غَيْرَ الثَّقَلَيْنِ».
          وَفِي رِوَايَةٍ(7): قَالَ(8): «فَيُقَالُ _يعني للمؤمنِ_ انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ، قَدْ أَبْدَلَكَ اللهُ تَعَالَى بِهِ مَقْعَدًا في الْجَنَّةِ»، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلعم: «فَيَقولانِ جمَيعًا: لِأَنَّكَ أَطَعْتَ اللهَ وَعَصَيتَ عَدُوَّهُ، وفي(9) المُنافِقِ والكَافِرِ: يُرى مَقْعَدُهُ مِنَ الجَنَّةِ فَيُقالُ لَه(10): هذا مَقعدُك مِنَ الجَنَّةِ ولكنَّكَ(11) عَصَيتَ اللهَ، وَأَطَعتَ عَدُوَّهُ».
          وقال بعضُهم في روايتِه: «إِنَّه لَيَضيقُ عليهِ قَبرُهُ حتَّى تَخْتَلفُ فِيهِ أَضلاعُهُ. فَتَعَوَّذوا(12) باللهِ الذي أَحاطَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلْمًا، مِنْ عَذِابِهِ وَنَقْمَتِهِ». [خ¦1338]


[1] سقط الإسناد من قوله: «قال ☺ » في (ح) و(د)، ويبتدأ من: «وعن قتادة عن أنس أن..» من دون: «قال».
[2] في (د): «النبي» بدل قوله: «نبي الله».
[3] في (د): «رسول».
[4] في (ح) و(د): «قال نعوذ».
[5] ليس في (ح): «هو».
[6] في (ح): «و أما».
[7] في (ح) و(د) زيادة: «أخرى».
[8] ثوله: «قال» ليس في (د).
[9] في (ح) و(د): «وقال في».
[10] ليس في (ح) (د): «له».
[11] في (د): «ولكن».
[12] في (ح) و(د): «فنعوذ».