الصحيح من الأخبار المجتمع على صحته

حديث: ارجع إليها فأخبرها أن لله ما أخذ وله ما أعطى

          532- قال ☺ (1): عن أبي عثُمان النَّهديِّ، عن أسامةَ بن زيدٍ ☺ قالَ: كُنَّا عِنْد(2) النَّبِيِّ(3) صلعم يومًا(4)، فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ إِحْدَى بَنَاتِهِ تَدْعُوهُ فتُخْبِرُهُ أَنَّ ابْنًا لَهَا فِي الْمَوْتِ، فَقَالَ لِلرَّسُولِ: «ارْجِعْ إِلَيْهَا فَأَخْبِرْهَا أَنَّ لِله مَا أَخَذَ، وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّىً، فَمُرْهَا فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ». فَأَرْسَلَتْ(5) تُقْسِمُ عَلَيْهِ لَيَأْتِيَنَّهَا، فعَادَ الرَّسولُ. فَقَامَ النَّبِيُّ(6) صلعم، وَقَامَ مَعَهُ سَعْدُ بنُ عُبَادَةَ، وَمُعَاذُ بنُ جَبَلٍ، ثُمَّ قمتُ مَعَهُمْ. فأتاها، فَرُفِعَ الصَّبِيُّ إِلَيْهِ وَنَفْسُهُ تَقَعْقَعُ(7) كَأَنَّهَا فِي شَنٍّ(8)، فَفَاضَتْ عَيْنَا(9) رَسُوْلِ اللهِ صلعم، فَقَالَ لَهُ سَعْدُ بنُ عُبادةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا هَذَا؟ قَالَ: «هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ الله تعالى مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ»(10). [خ¦1284]


[1] ليس في (ح)و(د): «قال ☺ ».
[2] في (ح) و(د): «في عهد».
[3] في (د): «رسول الله».
[4] في (ح) و(د) زيادة: «عنده».
[5] في (ح) و(د) زيادة: «إليه».
[6] في (ح) و(د): «الرسول».
[7] في هامش الأصل: «تقعقع... اضطرب وتحرك»، وفي هامش (ح): «قال القاضي عياض: إنما القعقعة ههنا صوت نفسه وحشرجة صدره به، ومنه قعقعة الجلود والترس والسلاح وهي أصواتها، ألا ترى قوله: (كأنها في شن) فشبه صوت نفسه وقلقلته في صدره بصوت ما ألقي في القربة اليابسة، قوله: (تقعقع) قال الهروي: أي كلَّما صار إلى حاله لم يلبث أن يصمد إلى أخرى تقرب من الموت، ولا يثبت على حالة واحدة، يقال: تقعقع الشيء: إذا اضطرب وتحرك، والشنة: القربة البالية».
[8] في هامش الأصل بين السطرين: القربة البالية لها صوت وحشرجة.
[9] في (د): «عينان».
[10] في هامش الأصل: «أخبر سعدًا بأن دمع العين ليس بحرام ولا مكروه وإنما هي رحمة وفضيلة، وإنما المحرم النوح والندب وشق الجيوب لها أو بأجرة كما سيأتي في الأحاديث».