الصحيح من الأخبار المجتمع على صحته

حديث: تزوجني الزبير بن العوام

          1385- وعن عُروةَ، عن أسماءَ بنتِ أبي بكرٍ قالتْ: تَزَوَّجَنِي الزُّبَيْرُ بنُ العوَّام، وَمَا لَهُ فِي الأَرْضِ مِنْ مَالٍ وَلَا مَمْلُوكٍ، وَلَا شَيْءٍ غَيْرَ فَرَسِهِ، قَالَتْ: فَكُنْتُ أَعْلِفُ فَرَسَهُ، وَأَسُوسُهُ، وَأَكْفِيهِ مَؤنَتَهُ، وَأَدُقُّ النَّوَى لِنَاضِحِهِ(1)، وَأَعْلِفُهُ، وَأَسْتَقِي المَاءَ، وَأَخْرُزُ غَرْبَهُ(2) وَأَعْجِنُ، وَلَمْ أَكُنْ أُحْسِنُ أَخْبِزُ، وَكَانَ يَخْبِزُ لِي جَارَاتٌ لنا مِنَ الأَنْصَارِ، وَكُنَّ نِساءَ صِدْقٍ. قَالَتْ: وَكُنْتُ أَنْقُلُ النَّوَى مِنْ أَرْضِ الزُّبَيْرِ التِي أَقْطَعَهُ رَسُولُ اللهِ صلعم عَلَى رَأسِي، وَهِيَ عَلَى(3) ثُلُثَيْ فَرْسَخٍ(4). قَالَتْ: فَجِئْتُ يَوْمًا وَالنَّوَى عَلَى رَأسِي، فَلَقِيتُ رَسُولَ اللهِ صلعم وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَدَعَانِي، ثُمَّ قَالَ: «إِخْ، إِخْ» لِيَحْمِلَنِي خَلْفَهُ، قَالَتْ: فَاسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسِيرَ مَعَ الرِّجَالِ، وَذَكَرْتُ الزُّبَيْرَ وَغَيْرَتَهُ، قالتْ(5): وَكَانَ أَغْيَرَ النَّاسِ، فَعَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلعم أَنِّي اسْتَحْيَيْتُ، فَمَضَى، وَجِئْتُ الزُّبَيْرَ فَقُلْتُ: / لَقِيَنِي رَسُولُ اللهِ صلعم، وَعَلَى رَأسِي النَّوَى، وَمَعَهُ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَأَنَاخَ(6) لِأَرْكَبَ مَعَهُ، فَاسْتَحْيَيْتُ، وَعَرَفْتُ غَيْرَتَكَ. فَقَالَ: وَاللهِ لَحَمْلُكِ(7) النَّوَى كَانَ أَشَدَّ عَلَيَّ مِنْ رُكُوبِكِ مَعَهُ. فقَالَتْ: حَتَّى أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَ ذَلِكَ بِجارِيَةٍ فَكَفَتنِي سِيَاسَةَ الفَرَسِ، فَكَأَنَّمَا(8) أَعْتَقَنِي. [خ¦5224]


[1] جاء في هامش (ح): «حاشية: النواضح من الإبل: العاملة في السقي».
[2] جاء في هامش (ح) وهامش (د): «الغرب الدلو».
[3] قوله: «على» ليس في (ح).
[4] جاء في هامش (ح): «حاشية: الفرسخ: معناه الطويل، يقال: انتظرتك فرسخًا من النهار، أي طويلًا، والفرسخ ثلاثة أميال، كل ميل اثنا عشر ألف قدم، وهي أربعة ألف خطوة و ستة ألف ذراع بذراع، والذراع أربعة وعشرون أصبعًا، والأصبع ستة شعيرات مضمومة بعضها إلى بعض، الشعيرة ست شعرات من شعور البرذون، والذراع الهاشمي اثنان وثلاثون أصبعًا، لأن بني هاشم كانوا أطول من غيرهم، والبريد: أربعة فراسخ، والله أعلم».
[5] في (ح) و(د): «قال».
[6] في (ح) و(د): «وأناخ».
[7] في (د): «لحمل».
[8] في (ح) و(د): «وكأنما أعتقني».