التلويح إلى معرفة رجال الصحيح

جنادة بن أبي أمية، الأزدي، الشامي

          223- (ع) جُنَادَة بْن أبي أُميَّة، الأزْديُّ، الشَّاميُّ.
          له ولأبيه صحبة، ويقال: لا صحبة له.
          روى عن: رسول الله [صلعم ] وعمر ومعاذ.
          وعنه: بسر بن سعيد، وعُليُّ بن رباح، وعمير بن هانئ في التهجد، والفتن.
          مات سنة ثمانين، واسم أبي أُميَّة كثير بالثاء، وقيل: بالباء الموحدة؛ حكاه اللالكائيُّ، وقال خليفة: مالك، والصحيح(1) أن جُنادة بن مالك آخر.
          قلت: وشهد الأول فتح مصر وولي البحر لمعاوية، وذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام، وقال: لقي أبا بكر وعمر.
          وقال العجليُّ: تابعيٌّ ثقة، من كبار التابعين، سكن الأردن.
          وقال الواقديُّ: كان ثقة، صاحب غزوٍ.
          وفي وفاته قولان آخران: سنة ست وثمانين، وسنة خمس وسبعين؛ حكاهما في «التهذيب» تبعًا «للكمال»، وجزم في «الكاشف» بالأول، وهو قول الواقديِّ ويحيى بن بكير وخليفة.
          روى له مسلمُ والترمذيُّ حديثًا واحدًا في الصوم عن رسول الله [ صلعم]، وذكره البخاريُّ في «تاريخه» في ترجمة جنادة بن مالك، قال الحافظ عليٌّ: ووهم في ذلك فإنَّ أسد بن موسى / وقتيبة روياه عن ابن لهيعة عن بريد؛ وقالا: جنادة بن أبي أُميَّة، وذكر ابن أبي حاتم: جنادة الأزديُّ، ولم ينسبه، ثم ذكر جنادة بن أبي أُميَّة مفردًا، ولم يصنع شيئًا في الفرق بين جنادة الأزديِّ وابن أبي أُميَّة.
          روى عنه: حذيفة البارقيُّ، وقال ابن سعد: جنادة بن أبي أُميَّة غير جنادة بن مالك، وتابعه ابن عبد البرِّ.
          قلت: له حديث: «لَا تَنْقَطِعُ الِهْجْرَةُ مَا كَانَ الجِهَادُ»، وحديثٌ في صوم يوم الجمعة، وحديث «مَنْ أَمَّ قَوْمًا؛ وَهُمْ لَه كَارِهُوْنَ، فِإِنَّ صَلَاتَهُ لَا تُجَاوِزُ تَرْقُوَتَهُ».
          قال ابن منده: قال عبد الغنيِّ: وهم أبو نعيم إذ كنَّى جنادة بن أبي أُميَّة أبا عبد الله، ومن حيث إنه جعل عقبه بالكوفة، ومن حيث إنه نسب مصعب بن عبيد الله إليه، وإنما ذاك جندب بن مالك.
          وفي وفاته قول رابع ذكره الكَلَاباذِي عن البخاريِّ: سنة سبع وستين في «تاريخيه»، وكذا ذكره الترمذيُّ، ثم نقل عن ابن سعد والواقديِّ أنه مات سنة ثمانين، وجزم ابن طاهر بسنة سبع وستين، وكذا اللالكائيُّ.
          ثم اعلم أنه وقع في كلام «التهذيب» في ترجمة جنادة هذا أنه أزديٌّ ثم الزهرانيُّ، ويقال: الدوسيُّ. هذا لفظه ولا مغايرة بين الدوسيِّ والزهرانيِّ؛ لأن دوسًا هو ابن عدنان بن عبد الله بن زهران، ثم كل دوسيٍّ أو زهرانيٍّ أزديٌّ، فإنه زهراني بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد [بن] كهلان.
          وقال الكَلَاباذِي وابن طاهر: صوابه: السَّدوسيُّ لا الدَّوسيُّ.


[1] في الحاشية: ((هو قول ابن عبد البر)).