تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: ألا إن الإيمان ههنا

          795- (القَسْوَةُ): الشِّدةُ، (وَغِلَظُ القُلُوْبِ فِي الفَدَّادِيْنَ): قالَ الأصْمَعِيُّ: الفَدَّادُونَ _مُشدَّدٌ_ وهم: الَّذين تَعْلُوا أصواتُهُم في حُرُوبِهِم وأموالِهِم ومواشِيهم. يُقالُ: فَدَّ الرَّجُلُ يَفُدُّ فَدِيداً؛ إذا: اشتدَّ صوتُهُ، وقيلَ: الفَدَّادُونَ: المُكْثِرُونَ من الإبلِ وهم جُفَاةٌ أهلُ خُيَلاءَ، ومنهِ الحديثُ قيل: «إنَّ الأرضَ تقولُ للميِّتِ: رُبَّما مَشَيْتَ عليَّ فَدَّاداً»؛ أي ذا خُيَلاءَ لكثرةِ مالِك.
          وقالَ أبو العبَّاس: الفدَّادُوْنَ: الجَّمَّالونَ والرُّعْيَان والبقَّارُوْنَ والحمَّارُوْنَ لكثرةِ اشتغالِهِم بذلك وتركِهِم لذكرِ الله تعالى. وقالَ أبو عَمْرو: هو في الفدَادِينِ بالتَّخْفِيفِ، والواحدُ فدَّانٌّ _مشدَّدٌ_ وهي: البقر الَّتي يُحرَثُ بها، وأهلُها أهلُ جَفاءٍ لبُعْدِهِم عنِ الأَمْصَارِ والتأدُّب فيها. وقالَ أبو بكرٍ: أرادَ (في أصحابِ الفدَادِينَ) فحذفَ الأصحابَ وأقامَ الفدَادِينَ مُقَامَهُم كما قالَ تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ} [يوسف:82] أي أهلُ القريةِ، إلَّا أنَّهُ قالَ: عندَ أصُولِ أذنابِ الإبلِ في ربيِعَة ومُضَر. ولعلَّ ذلك قبلَ أن يُسلِموا أو يَدْخُلوا بالهجرة في معرفةِ آدابِ الإسلامِ.
          (إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ): / ليسَ هذا على الإباحةِ وإنَّما هو على التَّوبيخِ لتركِ الحياءِ.