تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: أرب ما له تعبد الله ولا تشرك

          679- (قَالُوْا: مَا لَهُ، فَقَالَ: أَرَبَ مَا لَهُ): مَن روى هكذا بكَسرِ الرَّاءِ فالمعنى: الرَّجُلُ أرِبٌ؛ أي حَاذِقٌ بما قَصَدَ لَهُ، يقالُ: أرِبَ الرَّجُلُ: إذا صارَ ذا فِطْنَةٍ وحِذْقٍ، ويُرْوَى: أَرَبٌ ما لَهُ؛ أي حَاجَةٌ جاءَتْ بهِ، وما: صِلَةٌ.
          ومَن رَوَى: أرِبَ ما لَهُ؟ بالفعلِ الماضي فَفِيهِ وجهان: أرِبَ؛ أي احتَاجَ فَسألَ فما لَهُ؟ أي لا تُنْكِرُوا علَيهِ. وقيلَ: أرِبَ دُعاءٌ علَيهِ لا يُرَادُ وقُوعَهُ؛ أي أُصِيبَ أرابَهُ كما يقالُ: تَرِبَتْ يداكَ، وعَقْرَى حَلْقَى. والآرابُ: الأعضاءُ، ودعاءُ النَّبِيِّ صلعم في الغَضَبِ مأمُونُ العاقبةِ لأنَّه قد اتَّخَذَ عِنْدَ رَبِّهِ ╡ عهداً بأن يجعلَ دُعاءَهُ على مَنْ دَعَا عليهِ رحمةً لَهُ، وقد صَحَّ ذلكَ عنهُ صلعم. وقيلَ: إنَّ معناهُ التَّعَجُبُ من حرْصِ السَّائِلِ فجرى مَجْرَى قول القائل: للهِ دَرُّهُ جاءَ يسألُ عن ديْنِهِ وهذا يَرجِعُ إلى معنى الأَوَّلِ، وفي بعضِ الرِّواياتِ أنَّه ◙ قالَ: «لقد هَدِي هذا»؛ أي وُفِّقَ. وهذا يدلُ على الاستحسانِ لَهُ والتَّعَجُّبِ منهُ.