تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: كان رسول الله إذا سافر يتعوذ

          3139- (وَعْثَاءُ السَّفَرِ) شَدَّتُهُ ومشقَّتُهُ، وأصلُهُ من الوَعْثِ، وهو الرَّمْلُ الرقيقُ الذي تغوصُ الرِّجلُ فيهِ ويَشْتَدُّ المشيُ عليهِ، ثم جُعلَ ذلك لما يُشَقُّ ويُؤْلِمُ.
          (الكَآبَةُ) تغيُّرُ النَّفْسِ والانكسارُ من الحُزْنِ والهَمِّ، يُقالُ: رجلٌ كئيبٌ، أي حَزِيْنٌ، ويُقالُ: كَأْبَةٌ وكَآْبَةٌ بتخفيفِ الهمزةِ وإسكانِ الألفِ مثلُ رَأْفَةٍ وَرَآفَةٍ.
          (وَالمُنْقَلَبُ) المرجعُ. /
          (الحَوْرُ بَعْدَ الكَوْنِ) الرُّجُوْعُ عن الاسْتِقَامَةِ والحالَةِ الجميلةِ بعد أن كانَ عليها، وفي بعضِ الرِّوَايَاتِ «بَعْدَ الكُوْرِ» بالراءِ، قيلَ: مَعْنَاهُ أنَّه يعودُ إلى النُّقصْانِ بعد الزِّيادةِ، وقيلَ: من الرُّجُوْعِ عن الجماعَةِ المُحِقَّةِ بعدَ أن كانَ فيها، يُقالُ: كانَ في الكَوْرِ، أي في الجَّمَاعَةِ، شبَّهَ اجتماعَ الجماعَةِ باجتماعِ العمَامَةِ إذا لُفَّتْ، و يُقالُ: كارَ عِمَامَتَهُ إذا لَفَّهَا وحَارَ عِمَامَتَهُ إذا نَقَضَهَا، حكاهُ أبو إسحاقَ الحَرْبِيُّ، وقالَ غيرُهُ: يجوزُ أن يُرَادَ بذلكَ الاستعارةُ من فسادِ الأمورِ وانتفاضِها بعد صلاحِها واسْتِقَامَتِهَا كانتفاضِ العَمَامَةِ بعد تأتِّيها وثَبَاتِهَا على الرأسِ.