تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً

          3009- (الزَّهْرَاوَانِ البَقَرَةُ وَآلُ عِمْرَانَ) أي المنيرتانِ، ويُقالُ: لكلِّ شيءٍ مُسْتَنِيْرٍ زَاهِرٌ، والزَّهرةُ البياضُ النَّيِّرُ.
          (الغَمَامَةُ وَالغَمَامُ) الغيمُ الأبيضُ، كذا قالَ ابنُ عَرَفَةَ، وإنَّما سُمِّيَ غَمَاماً؛ لأنَّه يَغُمُّ السماءَ، أي يستُرُهَا، وقيل: سُمِّيَ غَمَاماً من قِبَلِ لقاحِهِ بالماءِ، أي يغمُّ الماءَ في جوفِه، وقيلَ: يجوزُ أن يُسَمَّى غَمَاماً لِغَمْغَمَتِهِ وهو صَوْتُهُ، والغَمَامُ واحدٌ وجماعةٌ، وقد يُسْتَعَارُ لهذا من بابِ التغطيةِ لأشياء، فمن ذلكَ الغَمَمُ وهو تَغْطِيَةُ الشعرِ للقَفَا والجبهةِ، ويُقالُ: رَجُلٌ غَمٌّ، وجَبْهَةٌ غَمَّاءُ، وغُمَّ الهلالُ إذا لم يُرَ، ويُقالُ: غامَتِ السَّمَاءُ تَغِيْمُ غَيْمُوْمَةً فهي غَائمَةٌ وأغامَتْ وتَغَيَّمَتْ وغَيَّمَتْ وغمَّتْ وأَغَمَّتْ وغَيَّمَتْ.
          (الغَيَايَةُ) كلُّ شيءٍ أظلَّ الإنسانَ فوقَ رأسهِ من سحابةٍ أو غيرِهِ أو ظلمةٍ، ويُقالُ: غَايَا القَوْمُ فَوْقَ رَأْسِ فُلانٍ بالسُّيُوْفِ، كأنَّهم أظلُّوهُ بها، وفي خبرٍ «فَإِذَا حَاتِمٌ قَدْ تَغَايَا فَوْقَ رُؤُوْسِنَا» يعنِي الغُرَابُ كأنَّه أظلَّهُمْ.
          (والفِرْقُ): قطعةٌ من الشيءِ، والفِرْقُ: القطيعُ من الغنمِ، والفِرْقُ: الفِلْقُ من الشيء إذا انْفَلَقَ وانقَطعَ منهُ، قال تعالى: {فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيْمِ} [الشعراء:63] وفِرْقَانِ من الطَّيرِ، أي قطيعانِ، وكلُّ شيءٍ انقَطعَ من شيءٍ فهو فِرْقٌ منهُ وقطعةٌ منهُ، والفَرِيْقَةُ: القِطْعَةُ من الغنمِ تَشُذُّ عن مُعظمها، وأفاريقُ العربِ: جماعاتُها المتفرِّقَةُ، ويُقالُ: فريقٌ وفِرقةٌ بمعنىً واحدٍ، وأفاريقُ: جمعُ أفراقٍ، وأفراقٍ: جمع فِرْقٍ.
          (صَوَّافٌّ) أي مصطفةٌ مُتَضَامَّةٌ كما يَصْطَفُّ المصلونَ / لتُظلَّ عن قارئهما.
          (وَالبَطَلَةُ) السَّحَرَةُ، كذا فَسَّرَ في الحديثِ بعضُ رواتِه.