تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: يا حكيم، إن هذا المال خضر حلو

          2866- (إِنَّ هَذَا المَالَ خَضِرٌ حُلْوٌ) يعنِي غضَّةٌ ناعِمَةٌ طَرِيَّةٌ، وأصلُهُ من خُضْرَةِ الشَّجرِ، وكلُّ شيءٍ ناعمٍ فهو خَضِرٌ، ويُقَالُ: أخذتُ هذا الشَّيءَ خَضِراً مَضِراً إذا أخذتَه بغيرِ كُلْفَةٍ ولا مَؤُوْنَةٍ.
          (سَخَاوَةُ النَّفسِ) قلَّةُ المُبالاةِ وتركُ الشَّرهِ والإلحاحِ في الطَّلبِ.
          (وَإِشْرَافُ النَّفْسِ إِلَى الشَّيءِ) التَّطَلُّعُ إليهِ والحرصُ عليهِ والطَّمَعُ فيه.
          (اليَدُ العُلْيَا) المُعْطِيَةُ، واليدُ السُّفلى: الآخذةُ، وقدْ جاءَ كذا في بعضِ الآثارِ، واليدُ تأتي على وُجُوْهٍ، واليَدُ الانْقِيَادُ والطَّاعَةُ، يُقالُ: هَذِي يدي لكَ في هذا الأمرِ: أي مُنْقَادٌ مُسْلِّمٌ. ومنهُ قولهُ تَعالى: {وَهُمْ صَاغِرُوْنَ} [التوبة:29]. واليدُ النِّعْمَةُ، واليدُ القُدْرَةُ والقُوَّةُ، واليدُ الملكُ، / واليَدُ السُّلْطَانُ، واليدُ الجَّمَاعَةُ، واليدُ الطَّاعةُ، واليدُ الأكلُ، يُقالُ: ضعْ يَدَكَ: أي كُلْ، واليدُ النَّدَمُ، يقالُ: سقطَ في يدهِ: أي؛ نَدِمَ.
          يُقالُ: ما زَرَأْتُهُ شَيئاً: أي لمْ أُصِبْ منهُ شَيئاً، و كَرِيْمٌ مُرَزَّأٌ: أي يُصِيْبُ النَّاسَ من رَفْدِهِ وعطائِهِ، وأصلُ الرُّزْءِ: النُّقْصَانُ، والرُّزْءُ: المُصِيْبَةُ لأنَّها نقصٌ من المالِ أو من الأحبابِ.