تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: إن خالد بن الوليد بالغميم في خيل

          2861- (الطَّلائِعُ) الجماعاتُ يُبْعَثُوْنَ بين يدي الجيشِ ليطَّلعُوا على أخبارِ العدوِّ ومكانِهم، والواحدُ طَلِيْعَةٌ.
          (القَتَرَةُ) الغَبْرَةُ التي معها سَوَادٌ.
          (رَكَضَ دَابَّتَهُ) إذا ضربَها برجلِهِ لِتَعْدُوَ، والرَّكضُ: الدَّفْعُ.
          (بَرَكَ البَعِيْرُ) وقَعَ على صدرِهِ، والبَرْكُ الصَّدرُ، والأصلُ الثَّبَاتُ وأقامَ، فعلى هذا قيل: / وإنَّما سُمِّيَ غديرُ الماءِ بِرْكَةً لثباتِ الماءِ فيها، وتباركَ اللهُ: أي ثبتَ الخيرُ عِنْدَهُ، ويُقالُ للإبلِ الكثيرةِ الباركةِ: بُرُكٌ.
          (حَلْ) زجرٌ للإبلِ.
          (خَلَأتِ النَّاقَةُ) مثلُ حرَنَ الفرسُ خِلَاءً، ولا يُقالُ ذلكَ للجَّمَلِ، وإنَّما يُقالُ: خلأتِ النَّاقةُ وألَحَّ الجملُ.
          (الثَّمَدُ) الماءُ القليلُ الذي لا مَادَّةَ لهُ.
          يُقَالُ: (تَبَرَّضَ الرَّجُلُ حَاجَتَهُ أَخَذَهَا قَلِيْلاً قَلِيْلاً) والتَّبرُّضُ أيضاً التَّبلُّغُ بالقليلِ من العيشِ: أي؛ يأخذونهُ قليلاً قليلاً.
          (نَزَحْتُ البِئْرَ) استخرجتُ ماءَها كُلَّهُ، ويُقالُ: نزحتُ البئرَ فنَزَحَتْ، لازمٌ ومُتَعَدٍّ.
          (جَاشَتِ البِئْرُ بِالمَاءِ) فارَتْ وارتفعَتْ، وجاشَتْ القِدرُ: غلَتْ، وجاشَ الشَّيءُ يجيشُ جيشاً وجَيَشَاناً.
          (الصَّدَرُ) الرُّجُوعُ بعدَ الوُرُوْدِ، وصَدَرَ عن الشيء رَجَعَ عنهُ.
          يُقالُ: (فُلانٌ عَيْبَةُ نُصْحِ فُلانٍ) إذا كان موضعَ سِرِّه وثقتِهِ في ذلكَ.
          (الماءُ العِدُّ) الكثيرُ الجريِّ الَّذي لا انقطاعَ لمادَّتهِ كماءِ العينِ والبئرِ المَعِينَةِ، ويُقالُ في جمعِهِ: أعْدَادٌ وهو الَّذي أرادَ بقولِهِ (نَزَلُوْا أَعْدَادَ مِيَاهِ الحُدَيْبِيَةِ) أي نزلُوا في هذهِ المواضعِ على هذهِ المياهِ.
          (مَعَهُمْ العُوْذُ المَطَافِيْلُ) يريدُ النِّساءَ والصِّبيانَ، والعُوذُ: جمعُ عائذٍ وهي النَّاقةُ الَّتي وَضَعَتْ وبعدَما تضعُ حتى يقوَى ولدُها، والمَطافيلُ: جمعُ مُطْفِلٍ وهي النَّاقةُ معَها فَصِيْلُهَا، وإنَّما استعارَ ذلكَ.
          وفي «المجملِ» قالَ: كلُّ أُنثى إذا وضعَتْ فهي سَبْعَةُ أيَّامٍ عائذةٌ بيِّنَةُ العَوْذِ والجمعُ عُوْذٌ إذْ تَعُوْذُ بولدِهَا وتستقلُّ بهِ، والمَعَاذُ الملجأُ وكلُّ ما يُمَالُ إليهِ ويُستعاذُ بهِ ويُلْتَزَمُ، والعربُ تقولُ: أطيبُ اللحمِ عُوَّذُهُ وهو ما عاذَ بالَّلحمِ أي لزمَهُ، فكأنَّ هذهِ للزومِها ولدَها وقُربِ عهدِ ولادتِها له وخوفِها عليه سُمِّيَتْ عائذاً.
          (نَهِكَتْهُمْ الحَرْبُ) أي أضرَّتْ بهِم وانتشرَتْ فيهِم، يُقالُ: / نَهَكتْهُ الحمَّى نَهَكاً، إذا بلغَتْ منهُ وأثَّرَتْ فيهِ وبَدَا ضُرُّهَا عليهِ، ويُقالُ: النَّهِيْكُ الشُّجاعُ والأسدُ والسَّيفُ القاطعُ لأنَّها تتابعُ في التَّأثيرِ.
          (جَمُّوْا) استراحُوْا، والجَمَامُ الرَّاحةُ بعدَ التَّعبِ.
          (السَّالِفَةُ) صفحةُ العنقِ، وهما سالِفتانِ عن يمينٍ وشمالٍ، يعنِي الموت؛ لأنَّها لا تنفردُ عما يليها إلا بذاك.
          (اسْتَنْفَرْتُ القَوْمَ) دعوتُهُمْ إلى قتالِ العَدُوِّ، فإنْ أجابُوا قيلَ: نَفَرُوْا، أي انْطَلقُوْا فسارُوا، وإلا قيلَ: أبَوا أو بَلَّحُوْا.
          (وَأَصْلُ التَّبْلِيْحِ) الإعياءُ والعجزُ والفُتُوْرُ، يُقالُ: بَلَّحَ الرَّجلُ إذا انقطعَ من الإعياءِ فلمْ يَقْدِرْ على الحركةِ وعجزَ عَنْها، وقد يُقالُ بالتَّخفيفِ بَلَحَ.
          (الخُطَّةُ) الحالُ، يقالُ: خُطَّةُ رُشْدٍ وخُطَّةُ غَيٍّ، والرُّشْدُ والرَّشَدُ والرَّشَادُ الطريقُ المستقيمُ والهَدْيُ والاستقامةُ والصَّلاحُ، ويقالُ: رَشَدَ يَرْشَدُ، ورشُد يرشُدُ رُشْداً.
          (اسْتَأْصَلَ أَمْرَ قَوْمِهِ) أي أفرَطَ في قطعِ أُصُوْلِهم وانتهاكِ حُرْمَتِهِمْ.
          (وَاجْتَاحَهُمْ) أي أصابَهم بمكروهٍ، والجائحةُ: ما يُصابُ به المرءُ من الخُطُوْبِ والشَّدَائدِ، والاجتياحُ والاستئصالُ مُتقاربانِ في المبالغةِ بالأذى.
          (مِنَ الأَوْشَابِ) وَالأَشْوَابُ مِنَ النَّاسِ مثلُ الأوباشِ وهم الأخلاطُ والأشائِبُ أيضاً الأخلاطُ من النَّاسِ وواحدُ الأشائِب إِشَابَةٌ.
          يُقالُ: فلانٌ خَلِيْقٌ بكذا: أي هو ممن يُقَدَّرُ فيهِ، ولا يُنْكَرُ مَن خالَفَهُ ولا يبعدُ منه ذلكَ.
          (امْصُصْ بِبَظَرِ اللَّاتِ) شتمٌ لها واستهانةٌ بها وعادةً كانتْ لهم في ذلكَ، والبَظْرُ: ما تنقبُهُ الخافضةُ عندَ القطعِ، واللاتُ صنمٌ من أصنامِهم.
          (نَعْلُ السَّيْفِ) ما يكونُ أَسْفَلَ القرابِ حديدٌ أو فضَّةٌ.
          أصلُ الفُجُوْرِ: الميلُ عن الحقِّ، والتكذيبُ بالحقِّ فُجُوْرٌ، والانبعاثُ / في الشَّرِّ فُجُوْرٌ.
          القضاءُ في اللغةِ على وجوهٍ مَرْجِعُهَا إلى انقطاعِ الشَّيءِ وتمامِهِ واستمرارِهِ، منْها قولهُ تعالى: {ثُمَّ قَضَى أَجَلاً} [الأنعام:2] أتمَّهُ، ومنها الأمرُ وهو قولُهُ: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [الإسراء:23] ومعناهُ أمرٌ قَاطِعٌ حَتْمٌ، ومنها الإعلامُ وهو قولُه: {وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ} [الإسراء:4]: أي؛ أَعْلَمْنَاهُمْ إعلاماً قاطعاً، ومنهُ قولُه: {وَقَضَيْنَا إِلَيْهِ ذَلِكَ الْأَمْرَ} [الحجر:66] معناهُ أوحيناهُ وأَعْلَمْنَاهُ، ومنهُ القضاءُ والفصلُ في الحكمِ وهو قولُهُ: {أَجَلٍ مُسَمَّىً لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ} [الشورى:14](1): أي لفُصِلَ الحَكْمُ بينهم، ويُقَالُ: قَضَى الحاكمُ: أي فَصَلَ الحكمَ، وقضَى دينَهُ: أي قَطَعَ ما لغريمهِ عليهِ الأداءُ لهُ، وكلُّ ما أُحكِمَ عَمَلَهُ فقد قُضِيَ، يُقالُ: قضيتُ هذهِ الدَّارَ: أي أحكمتُ عملَهَا، وإذا قَضَى لهم شيئاً أَحْكَمَهُ، والقضاءُ قطعُ الشَّيءِ بإحكامٍ، والمُقَاضَاةُ: مفاعلةٌ من ذلكَ.
          (وَالخُطَّةُ) الحالُ.
          (حُرُمَاتُ اللهِ) فروضُهُ وما يجبُ القيامُ بهِ، ومن عَظَّمَ ما حرَّمَ الله عليه اجْتَنَبَهُ.
          (الضُّغْطَةُ) القهرُ والتَّضْيِّيْقُ وأصلُ الضَّغطِ الشِّدَةُ والمَشَقَّةُ.
          (الرَّسْفُ) مشيُ المُقَيَّدِ، رَسَفَ يَرْسُفُ رَسْفاً ورَسِيْفاً، وارْتَسَفْتُ الإبلَ طردتُها مُقَيَّدَةً.
          (لِمَ نُعْطِي الدَّنيَّةَ في دِيْنِنَا؟) أي لِمَ نَرْضَى بالدُّوْنِ والأَقلِّ.
          الغَرْزُ للرَّحْلِ بِمَنْزِلَةِ الرِّكَابِ من السَّرْجِ.
          ({وَلَا تُمْسِكُوْا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ} [الممتحنة:10]) أي بعقدِ نكاحهنَّ، والعِصْمَةُ: العَقْدُ، ويُقالُ: عِصْمَةُ المرأةِ بيدِ الرَّجلِ: أي عُقْدَةُ النِّكاحِ. {وَاعْتَصَمُوْا بِاللهِ} [النساء:146]: أي امْتَنِعُوْا بهِ من الأعداءِ، و{لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ} [هود:43]: أي؛ لا مَانِعَ.
          (الذُّعْرُ) الفَزَعُ.
          (مِسْعَرَ حَرْبٍ) أي مُوْقِدُ حَرْبٍ، يُقالُ: سَعرتُ النَّارَ وأسعرتُها فهي مَسْعُوْرَةٌ ومُسْعَرَةٌ، والمِسْعَرُ: الخشبُ الذي تُسْعَرُ بهِ النَّارُ: أي تُوْقَدُ.
          (سِيْفُ البَحْرِ) ساحلُ البحرِ.
          (وَالعِصَابَةُ) الجَّماعَةُ من الرِّجالِ نحوُ العشرةِ، / والجمعُ عُصَبٌ، وقيلَ: هي العَشَرَةُ إلى الأربعين.
          (العِيْرُ) الإبلُ والحميرُ التي تُحْمَلُ عليها الأحمالُ.
          (مَعَضَ الرَّجُلُ مِنَ الأَمْرِ وامْتَعَضَ) إذا شقَّ عليهِ وكرهَهُ.
          (العَاتِقُ مِنَ الجَّوَارِيِّ) حين أدركَتْ فخَدَرَتْ.
          (البِضْعُ) ما بين الواحدِ إلى العشرةِ، كذا في «المجملِ»، وقالَ الهرويُّ: البِضْعُ من الشيءِ القطعةُ منه، والعربُ تُسْتَعْمِلُ ذلكَ فيما بين الثلاثِ إلى التِّسعِ، والبِضعُ والبِضْعَةُ واحدٌ، ومعناها القطعةُ من العددِ.
          (الأَحَابِيْشُ) الجَّماعاتُ من قبائلَ شتَّى.
          (الجَنْبُ) الأَمرُ، يُقالُ: ما فعلتُ في جنبِ حاجتِي؛ أي أمرِ حَاجَتي، والجَنْبُ: القطعةُ من الشَّيءِ يُكَوِّنُ مُعْظَمَهُ أو شيئاً كثيراً منهُ، ويُقَالُ: هذا قليلٌ في مَوَدَّتِكَ؛ أي في جنبِ حُقُوقِكَ وواجِبَاتِكَ.
          يُقالُ: (حُرِبَ فُلانٌ مَالَهُ) إذا سُلِبَهُ، (تَرَكْنَاهُمْ مَحْرُوْبِيْنَ) أي مَسْلُوْبِيْنَ، قدْ أَصَبْنَاهُمْ بِمُصِيْبَةٍ وشَغَلْنَاهُمْ بنائبةٍ وأخذناهُم بثأرٍ.


[1] في نسخة الأصل: زيادة: ولولا، في بداية الآية وهو خطأ، وليس في المصحف.