النظر الفسيح عند مضائق الأنظار في الجامع الصحيح

باب قصة إسحاق بن إبراهيم ♀

          ░13▒ قصة إسحاق ◙
          قال البخاريُّ: فيهِ ابنُ عمَر وأبو هُريرة، عن النَّبيِّ صلعم.
          فتردَّد الشارحون في مراده من هذا التعليق، والذي جزم به ابن حجر أنَّه يعني حديث ابن عمر الذي أخرجه في قصة يوسف وفي مواضع كثيرة، وهو قول النَّبيِّ صلعم: «إنما الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم...» ، الحديث. وحديث أبي هريرة، أنَّ النَّبيِّ صلعم قال: «أكرم الناس يوسف نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله ابن نبي الله»، الحديث.
          وردَّ على ابن التين قوله: إنَّ البخاريَّ وجد حديثًا لم يقف على سنده فأرسله.
          ورُدَّ أيضًا على الكرمانيِّ قوله: إنَّ فيه حديثًا ليس على شرط البخاريِّ؛ فلذلك أشار إليه البخاريُّ.
          واعترض عليه العينيُّ بأنَّ الحديثين اللذين ذكرهما ابن حجر لا مناسبة لهما بقصة إسحاق.
          وقد بسط القسطلانيُّ الرد بينهما.
          والذي يظهر لي: أنَّ الحق ما قاله ابن حجر، وأنَّ البخاريَّ أراد أن يبوب لقصة إسحاق مما يرجع إلى بعض أخباره أو ما يرجع إلى كونه هو الذبيح، فلم يجد حديثًا في ذلك على شرطه، ولم يكن عنده فيما يتعلق بإسحاق ◙ إلَّا أنَّه نبي وأنَّه أبو يعقوب وابن إبراهيم، ولما كان هذا المقدار ضعيفًا بالنسبة إلى التبويب أشار إلى الحديثين تعليقًا؛ لأنَّهما سيذكران بعد، وترك الباب كأنَّه بياض. /
          وأمَّا قول ابن التين، والكرماني فليسا جاريين على معتاد البخاريِّ، على أنَّه لا يعرف حديثًا عن ابن عمر وأبي هريرة في شأن إسحاق غير ذلك، فدعوى وجود ذلك احتمال لا دليلَ عليه، ولا داعيَ إليه.