النظر الفسيح عند مضائق الأنظار في الجامع الصحيح

حديث: بعث عمر الناس في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين

          3159- 3160- وقع في حديث جُبَيْر بن حَيَّةَ عن غزوة نهاوند، وقول ترجمان عامل كسرى للمغيرة بن شعبة: مَا أنْتُم؟.
          أي: سأل سؤالًا ترجمته باستعمال العرب كلمة: (مَا أنْتُم؟)، فإنَّ (ما) الاستفهامية في كلام العرب يسأل بها عن نسب القوم أو الشخص. يقال: ما أنت؟ فيقول: قرشي، مثلًا، ويقال للقوم: ما أنتم؟ فيقولون: قوم من ربيعة، مثلًا.
          وقد تكرَّر ورود هذا السؤال بنحو هذا في أخبار الوفود في السيرة، قالها النَّبيُّ صلعم للوفود غير مرة، وهو استعمال غريب.
          ولعدم ذكره في كتب اللغة والنحو التبس أمره على الشارحين، فتوهَّموا الإتيان بما هنا في خطاب العقلاء مقصودًا به التحقير، وهو خطأ.
          ووقع فيه قول النعمان بن مُقرنٍ للمغيرة بن شعبة: رُبَّمَا أشْهَدَكَ اللهُ مِثْلَهَا مَعَ النَّبيِّ صلعم فَلَمْ يُنْدِمْكَ.
          فقوله: (يُنْدِمْكَ) هو بضم الياء وسكون النون وكسر الدال، يقال: أندمه، إذا قال له ما يوجب النَّدم، فندم. /