مطلع النيرين المختصر من الصحيحين

النعمان بن بشير بن سعد الأنصاري

          النُّعمانُ بنُ بشيرِ بنِ سَعدٍ الأنصاريُّ ☻
          وأمُّه: عَمْرةُ بنتُ رَواحةَ، أختُ عبدِ اللهِ بنِ رَواحةَ، وُلدَ قبلَ وفاةِ رسولِ اللهِ صلعم بثَماني سنينَ، وهو أولُ مَولودٍ وُلدَ للأنصارِ بعد الهِجرةِ، يُكْنى: أبا عبدِ الله، وبعضُ أهلِ الحديثِ لا يُصحِّحُ سَماعَه من النبيِّ صلعم، قال أبو عمرَ: وسَماعُه صحيحٌ؛ لأنَّ الشَّعبيَّ يقولُ عنه: سمعتُ رسُولَ اللهِ صلعم في حديثَينِ أو ثَلاثةٍ، ورُويَ عن النبيِّ صلعم أنَّه أعطاهُ قِطفَينِ من عِنَبٍ، فقالَ له: ((كُلْ هذا، وبلِّغْ هذا إلى أمِّكَ)) فأكلَهُما، ثمَّ سألَ أمَّه.
          وكانَ النُّعمانُ أميراً على الكُوفةِ لمُعاويةَ تِسعةَ أشهُرٍ، ثمَّ كانَ أميراً على حِمصَ لمُعاويةَ، ثمَّ ليَزيدَ، وكانَ كريماً جوَاداً شاعِراً، رُويَ له من شِعرِه:
وإنِّي لَأُعطي المالَ مَن ليسَ سائلاً                     وأُدرِكُ للمَولى المُعانِدِ بالظُّلمِ
وإنِّي متى ما تلْقَني صارِماً له                     فما بينَنا عندَ الشدائدِ من صرَمِ
فلا تَعدُدِ المَولى شَريكَك في الغِنى                     ولكنَّما المَوالي شَريكُك في العدَمِ
إذا مُتَّ ذو القُربى إليك برَحمِه                     وغشَتْك واستَغْنى فليس بذي رحِمِ
ولكنَّ ذا القُربى الذي يستخِفُّه                     أذاك ومَن يَرمِي العدوَّ الذي ترمِي
          ورُويَ أنَّه لمَّا قيلَ: الضَّحَّاكُ بنُ قيسٍ بمَرْجِ راهِطٍ، وكان يدعُو بالخلافةِ لابنِ الزُّبيرِ، وذلك للنِّصفِ من ذي الحِجَّةِ سنةَ أربعٍ وستِّينَ في خِلافةِ مَروانَ، أرادَ النُّعمانُ بنُ بشيرٍ أن يهرُبَ من حِمصَ، وكان قَد صارَ زُبيريًّا، فخرَجَ ليلاً، فاتَّبعَه خالدُ بنُ عَديٍّ الكَلاعيُّ فيمَنْ خَفَّ معه من أهلِ حِمصَ، فلَحِقَه فقَتَلَه، وبعَثَ رأسَه إلى مروانَ، وذلك في سنةِ أربعٍ وستِّين(1).


[1] من قوله: ((وأمه عمرة... إلى قوله: ...أربع وستين)): ليس في (ز) و(ف).