كعبُ بنُ مالِكِ بنِ أبي كَعبٍ _واسمُ أبي كَعبٍ: عَمرٌو(1)_الأنصَاريُّ السُّلَميُّ ☺
يُكْنى: أبا عبدِ اللهِ، وقيل: أبا عبدِ الرَّحمنِ، أمُّه: ليلى بنتُ زَيدِ بنِ ثَعلَبةَ، من بني سلَمةَ أيضاً، شهِدَ العقَبةَ الثانيةَ، واختُلفَ في شُهودِه بدراً، وشهِدَ المشاهِدَ كلَّها غيرَ تبُوكَ، وهو أحدُ الثَّلاثةِ الذين خُلِّفوا؛ وهم: كَعبُ بنُ مالكٍ هذا، وهِلالُ بنُ أميَّةَ، ومُرارةُ بنُ الرَّبيعِ، تخلَّفوا عن غَزوةِ تَبوكَ، فتابَ اللهُ عليهِم وعذَرَهم، وكانَ كَعبُ بنُ مالكٍ يومَ أُحدٍ قَد لَبِسَ لأْمَةَ النَّبيِّ صلعم، وكانَتْ صَفْراءَ، ولبِسَ النبيُّ صلعم لأْمَتَه، فجُرِحَ كَعبٌ أحَدَ عشَرَ جُرحاً، وكان أحدَ شُعراءِ رسولِ اللهِ صلعم.
قالَ ابنُ سيرينَ: وكانَ شُعراءُ المسلِمينَ حسَّانَ بنَ ثابتٍ، وعبدَ اللهِ بنَ رَواحةَ، وكَعبَ بنَ مالكٍ، وكانَ كَعبٌ يخوِّفُهم الحربَ، وعبدُ اللهِ يُعيِّرُهم بالكُفرِ، وحسَّانُ يُقبِلُ على الأنسابِ، قالَ ابنُ سيرينَ: فبلَغَني أنَّ دَوْساً إنَّما أسلَمَتْ فَرَقاً من قولِ كَعبٍ:
قَضَينا من تِهامةَ كلَّ وِترٍ وخَيبرَ ثمَّ أغمَدْنا السُّيوفا
تُخيِّرُنا ولو نطَقَتْ لَقالَتْ قَواطِعُهنَّ دَوْساً أو ثَقيفا
فقالوا: انطلِقُوا فخُذوا لأنفُسِكم، لا ينزِلْ بكم ما نزَلَ بثَقيفٍ.
وكان شُعراءُ المشركينَ عَمرَو بنَ العاصِ، وعبدَ اللهِ بنَ الزِّبَعرَيِّ وأبا سُفيانَ بنَ الحارثِ، وقال كعبٌ: يا رسُولَ اللهِ؛ ماذا ترَى في الشِّعرِ؟ فقالَ رسُولُ اللهِ صلعم: ((إنَّ المؤمنَ يُجاهِدُ بسَيفِه ولسَانِه)) وقالَ له رسُولُ اللهِ صلعم: ((أترَى اللهَ ينسَى لك قَولَك:
زعَمَتْ سَخِينةُ أن ستَغلِبُ ربَّها فلَيُغلَبَنَّ مُغالِبُ الغَلَّابِ))
قال رسولُ اللهِ صلعم: ((لقد شكَركَ الله يا كعبُ على قَولِكَ هذا)).
وإنَّ أشعارَ حسَّانَ(2) [كثيرةٌ] جدًّا في المغَازِي وغَيرِها، توفِّيَ في خلافةِ مُعاويةَ سنةَ خمسينَ وهو ابنُ سَبعٍ وسبعينَ، وكان قَد ذهَبَ بصَرُه في آخِرِ عُمرِه، يُعدُّ في المدَنيِّينَ(3).
[1] ((واسم أبي كعب عمرو)): ليس في (ز) و(ف).
[2] كذا في الأصل ولعلها سبق قلم.
[3] من قوله: ((يكنى أبا عبد الله... إلى قوله: ...في المدنيين)): ليس في (ز) و(ف).
