مطلع النيرين المختصر من الصحيحين

طلحة بن عبيد الله بن عثمان القرشي التيمي

          طَلحةُ بنُ عُبيدِ اللهِ بنِ عُثمانَ القُرشيُّ التَّيميُّ ☺
          وأمُّه: الحَضْرميَّةُ، أسلمَتْ قديماً معه، اسمُها: صَعبةُ بنتُ عبدِ اللهِ، يُعرفُ أبوها بالحضرَميِّ، أسلمَتْ قديماً معه، يُكْنى طَلحةُ: أبا محمدٍ، جُرحَ يومَ أُحدٍ أربعاً وعشرين جُرحاً، فسمَّاه رسولُ اللهِ صلعم: طَلْحةَ الخَيرِ، وسمَّاه يومَ غزوةِ ذاتِ العَشيرةِ: طَلحةَ الفَيَّاضِ، وسمَّاه يومَ حُنينٍ: طَلحةَ الجُودِ، أسلمَ قديماً، وهو أحدُ العشَرةِ المشهودِ لهم بالجنَّةِ، وأحدُ الستَّةِ الذين جَعلَ عمرُ فيهم الشُّورى.
          وأخبَرَ أنَّ رسولَ اللهِ صلعم تُوفِّيَ عنهم وهو راضٍ، وشَهِدَ أُحداً وما بعدها، ولم يشهَدْ بدراً؛ لأنَّه خرَجَ هو وسعيدُ بنُ زيدٍ إلى الشامِ يتَجسَّسانِ، فلمَّا قدِمَ بعد بدرٍ سألَ رسولَ اللهِ صلعم سهمَه من بدرٍ، فأعطاه إيَّاه، قال: وأجري يا رسُولَ اللهِ، قال: ((وأجرُك)).
          وأبلى يومَ أُحدٍ بلاءً حسَناً، ووقى رسولَ اللهِ صلعم من النَّبلِ، فشُلَّتْ إصبَعُه، وضُربَ في رأسِه، وحمَلَ رسولَ اللهِ صلعم على ظَهرِه حتى استَقلَّ على الصخرةِ، فقال رسولُ اللهِ صلعم: ((اليومَ أوجَبَ طَلحةُ يا أبا بكرٍ)).
          وقال رسولُ اللهِ صلعم في حقِّه: ((مَن أحبَّ أن ينظُرَ إلى شهيدٍ يمشي على وجهِ الأرضِ فليَنظُرْ إلى طلحةَ)) قُتلَ يومَ الجملِ، رماه مَروانُ بنُ الحكَمِ بسَهمٍ في رأسِه، فما زال دمُه ينزِفُ حتى ماتَ وهو ابنُ ستِّينَ سنةً، وقيل غيرُ ذلك، ودُفنَ بالبَصرةِ، وكانت غَلَّتُه كلَّ يومٍ ألفَ درهمٍ، وسمِعَ عليٌّ ☺ رجلاً يُنشِدُ:
فتًى كانَ يُدنيه الغِنى من صديقِه                      إذا ما هو استَغْنى ويُبعِدُه الفقرُ.
          فقال: ذاك أبو محمدٍ، طلحةُ بنُ عُبيدِ اللهِ،☼ (1).


[1] من قوله: ((وأمه الحضرمية... إلى قوله: ...طلحة بن عبيد الله رحمه الله)): ليس في (ز) و(ف).