مطلع النيرين المختصر من الصحيحين

صفوان بن أمية بن خلف القرشي الجمحي

          صَفوانُ بنُ أميَّةَ بنِ خَلَفٍ القُرشيُّ الجُمَحيُّ ☺
          وأمُّه أيضاً جُمَحيَّةٌ، يُكْنى: أبا وهبٍ، وقيل: أبا أميةَ، وهما كُنيتانِ مشهورَتانِ، قُتلَ أبوه ببدرٍ كافراً، وقتَلَ رسولُ اللهِ صلعم عمَّه أبيَّ بنَ خلَفٍ بأُحدٍ كافراً، طعَنَه فصَرَعَه فماتَ من جُرحِه ذلك، وهرَبَ صَفوانُ بنُ أميَّةَ يومَ الفتحِ، ثمَّ رجَعَ إلى رسولِ اللهِ صلعم، فشَهِدَ معه حُنَيناً والطائفَ وهو كافرٌ، وأسلمَتِ امرأتُه يومَ الفتحِ قبل صَفوانَ بشَهرٍ، ثمَّ أسلمَ صَفوانُ، فأُقِرَّا على نكاحِهما.
          وكان عُميرُ بنُ وهبِ بنِ خَلَفٍ استأمَنَ له رسولَ اللهِ صلعم، فبعَثَ إليه رسولُ اللهِ صلعم بردائه، فجاءَ وخرجَ معه إلى حُنينٍ، وأعطاه رسولُ اللهِ صلعم من المغانمِ يومَ حُنينٍ فأكثرَ، فقالَ صفوانُ: أشهدُ باللهِ ما طابَتْ بهذه إلا نفسُ نبيٍّ، فأسلمَ وأقامَ بمكَّةَ، ثمَّ إنَّه قيل له: مَن لم يُهاجِرْ هلَكَ، ولا إسلامَ لمَنْ لا هجرةَ له، فقدِمَ المدينةَ مُهاجِراً، فنزَلَ على العباسِ بنِ عبدِ المطَّلبِ، وذكَرَ ذلك لرسولِ اللهِ صلعم، فقال رسولُ اللهِ صلعم: ((لا هِجرةَ بعد الفتحِ)) وقال له: ((على مَنْ نزلتَ أبا وهبٍ؟)) قال: نزَلتُ على أشدِّ قُرشيٍّ لقُريشٍ حُبًّا، ثمَّ أمَرَه أن ينصَرِفَ إلى مكَّةَ، فانصرَفَ إليها، فأقامَ بها حتى ماتَ.
          وكان صفوانُ أحدَ أشرافِ قُريشٍ في الجاهليةِ، وكان أحدَ المطعِمينَ، وهو ممَّنْ وَرِثَ الإطعامَ عن أبيه وجدِّه، وكذلك كانَ أبوه عبدُ اللهِ، لم يكُنْ في العربِ مِثلُهم إلا سعدَ بنَ عُبادةَ، فإنَّه وأباه وجدَّه وابنَه قيساً كانُوا مِن المطعِمينَ، وماتَ صفوانُ سنةَ اثنتَينِ وأربعين في أوَّلِ خلافةِ مُعَاويةَ(1).
          وهو ممَّنِ انفردَ بالرِّوايةِ عنه مسلمٌ ☼.
          عنه(2) قال: غزَا رسُولُ اللهِ صلعم غزوةَ الفَتحِ _فتحِ مكَّةَ_ ثمَّ خرجَ رسولُ الله صلعم بمَن معَه من المسلمِينَ، فاقتتلوا بحُنينٍ، فنصرَ الله دينَه والمسلمين، وأعطَى رسولَ الله صلعم يومئذٍ صفوانَ بن أميَّة مائةً من النَّعَمِ، ثمَّ مائةً ثمَّ مائةً.
          قال ابنُ شهاب: فحدَّثني سعيد بن المسيَّب أن صفوانَ قال: واللهِ لقد أعطَاني رسولُ الله صلعم ما أعطاني، وإنَّه لأبغضُ النَّاس إليَّ، فما برحَ يعطيني حتَّى إنَّه لأحبُّ النَّاس إليَّ.
          وفي الحديث زيادةٌ اختصرها مسلم، في ذكر ما أعطَى حكيم بن حِزَام ☺ وقوله: ((هذا المالُ خضرةٌ حلوةٌ)) وامتنَاعُه من الأخذِ من أحدٍ بعدَه، وما أعطَى رسولُ الله صلعم الأقرعَ بنَ حابسٍ وعُيَينة بن حصنٍ.
          وفي آخره: ثمَّ قفَلَ رسول الله صلعم إلى المدينة، حتَّى إذا ورَدَها أمر أبا بكر الصديق ☺ بالحجِّ.


[1] من قوله: ((وأمه أيضاً جمحية ... إلى قوله: ...وأربعين في أول خلافة معاوية)): ليس في (ز) و(ف).
[2] ((عنه)): ليس في (ز) و(ف).