مطلع النيرين المختصر من الصحيحين

شيبة بن عثمان بن أبي طلحة القرشي

          شَيبةُ بنُ عثمانَ بنِ أبي طَلحةَ القُرشيُّ ☺
          الحَجَبيُّ العَبدريُّ المكيُّ، يُكْنى: أبا عثمانَ، أسلمَ شَيبةُ يومَ فتحِ مكةَ، شَهِدَ حُنيناً، وقيل: بل أسلمَ بحُنينٍ، قالَ الزُّبيرُ: كانَ شَيبةُ قد خرجَ مع رسولِ اللهِ صلعم مُشركاً يومَ حُنينٍ يريدُ أن يَغتالَ رسولَ اللهِ صلعم، فرأى من رسولِ اللهِ صلعم غِرَّةً، فأقبلَ يُريدُه، فرآه رسولُ اللهِ صلعم، فقال: يا شَيبةُ؛ هلُمَّ لك، فقذَفَ اللهُ ╡ الرُّعبَ في قلبِه، ودنا من رسولِ اللهِ صلعم، ووضَعَ يدَه على صدرِه، ثمَّ قال: اخسَأْ عنك الشَّيطانَ، فأخَذَه أَفكَلٌ وفزَعٌ، وقذَفَ اللهُ في قلبِهِ الإيمانَ، فأسلمَ وقاتَلَ معَ رسُولِ اللهِ صلعم، وكان ممَّنْ صبَرَ معه يومئذٍ، ودفَعَ رسُولُ اللهِ صلعم مفتاحَ الكعبَةِ إليهم، وقال: ((خُذوهَا خالِدةً تالِدةً إلى يومِ القيَامةِ يا بني أبي طَلْحةَ، لا يأخُذُها منكُم إلَّا ظالمٌ)) فبنُو أبي طلحةَ هُم إلى اليومِ سدَنةُ البيتِ دونَ بَني عبدِ الدَّارِ، توفِّيَ في خلافةِ معَاويةَ سنةَ تسعٍ وخمسينَ(1).
          وهو من أفرادِ البخاريِّ.
          عنه مِن روايةِ أبي وائلٍ شقيقِ بنِ سلمَةَ قال: جلسْتُ معَ شَيبةَ على الكرسِيِّ في الكعبةِ، فقال: لقد جلسَ هذا المجلسَ عمرُ ☺ فقال: لقد هممْتُ ألَّا أدعَ فيها صفْراءَ ولا بيضَاءَ إلا قسمْتُه، قلتُ: / إنَّ صاحبَيْك لم يفعلَا، قال: هما المرآنِ أقتدِي بهمَا.


[1] من قوله: ((الحجبي العبدري... إلى قوله: ...سنة تسع وخمسين)): ليس في (ز) و(ف).