جزء في أوهام وقعت في صحيح البخاري وموطأ الإمام مالك

حديث ليلة القدر في الموطأ

          حديث وهم فيه مالك بن أنس:
          أخبرنا القاضي أبو بكرٍ أحمدُ بنُ الحَسنِ بنِ أحمدَ الحَرَشيُّ(1) الحِيْريُّ بِنَيْسابورَ: حدَّثنا أبو العبَّاس محمَّدُ بنُ يعقوبَ الأصمُّ: حدَّثنا بحرُ بنُ نصرِ بنِ سابقٍ الخَوْلانيُّ قال: قُرِئَ على ابنِ وهْبٍ: أَخبرك غيرُ واحدٍ منهم مالكُ بنُ أنسٍ: عن حُمَيدٍ الطِّويلِ، عن أنسِ بنِ مالكٍ: أنَّ رسول الله صلعم قال: «التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة». قال الخطيب: يعني ليلة القدر.
          أخبرنا أبو القاسم عبدُ الرحمن بنُ عُبيد الله بنِ عبدِ الله بنِ محمَّدِ بنِ / الحُسين الحَرْبيُّ وأبو عَمْرٍو عثمانُ بنُ محمَّدِ بنِ يوسفَ بنِ دُوسْتَ(2) العلَّافُ، قالا: حدَّثنا أبو بكرٍ محمَّدُ بنُ عبدِ الله بنِ إبراهيمَ الشَّافعيُّ: حدَّثني إسحاقُ بنُ الحَسن الحَرْبيُّ: حدَّثنا عبدُ الله بنُ مَسْلَمَةَ القَعْنَبِيُّ: عن مالكٍ، عن حُمَيدٍ الطَّويلِ، عن أنسِ بن مالكٍ أنَّه قال: خرج علينا رسولُ الله صلعم في رمضان، فقال: «إنِّي رأيتُ هذه اللَّيلة حتَّى تلاحى(3) رجلانِ فرُفِعَتْ، فالتمسوها في التَّاسعة والسَّابعة والخامسة».
          هذا الحديثُ إنَّما يرويه أنسُ بن مالكٍ عن عُبادةَ بنِ الصَّامتِ عن النَّبيِّ صلعم، وقد قصَّر به مالكُ بن أنسٍ، فلم يذكر فيه عُبادةَ، وذكر فيه الخبرَ أنَّ أنسًا(4) سمعَه من رسول الله صلعم، فكان أغلظ للوهمِ.
          ورواه عن حُمَيدٍ على الصَّوابِ: زهيرُ بنُ معاويةَ، وإسماعيلُ بنُ جعفرٍ، ويزيدُ بن زُرَيعٍ، ومحمَّدُ بن أبي عَدِيٍّ(5)، وأبو شهابٍ الحنَّاطُ، ويحيى بنُ سعيدٍ القطَّان، ويزيدُ بن هارون.
          وكذلك رواه حمَّادُ بنُ سَلَمَةَ عن ثابتٍ البُنَانيِّ وحُمَيدٍ الطَّويل عن أنسٍ عن عُبادةَ عن النَّبيِّ صلعم.
          فأمَّا أحاديث مَن رواه عن حُمَيدٍ وحدَه:
          فأخبرنا أبو الحُسين عليُّ بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ الله المعدَّلُ: أخبرنا عثمانُ بنُ أحمدَ بنِ عبدِ الله الدَّقاقُ: حدَّثنا محمَّدُ بنُ محمَّدِ بنِ البراء: حدَّثنا المُعَافى بنُ سليمانَ: حدَّثنا زهيرٌ: حدَّثنا حُمَيدٌ: عن أنسٍ، عن عُبادةَ بن الصَّامتِ قال: خرج رسولُ الله صلعم ليُخْبِرَنا بليلةِ القدر، فتلاحى فلانٌ وفلانٌ، فرُفِعَت، وعسى أن يكون خيرًا لكم، فالتمسوها في التَّاسعة والسَّابعة والخامسة.
          أخبرنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ محمَّدِ بنِ غالبٍ الفقيهُ الخوارزميُّ المعروف بالبَرْقانيِّ: حدَّثنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ إبراهيمَ الإسماعيليُّ لفظًا: حدَّثنا أبو عبدِ الله الصُّوفيُّ. وأخبرنا البَرْقانيُّ قال: قرأتُ على أبي حاتمٍ محمَّدِ بنِ يعقوبَ الهَرَويِّ: حدَّثكم محمَّدُ بنُ عبدِ الرَّحمن / السَّاميُّ، قالا: حدَّثنا يحيى بنُ أيُّوبَ: حدَّثنا إسماعيلُ بنُ جعفرٍ: أخبرني حُمَيدٌ: عن أنسٍ أنَّه قال: أخبرني عبادةُ بن الصَّامت: أنَّ رسولَ الله صلعم خرج لِيُخْبِرَ بليلةِ القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين، فقال: «خرجتُ لأُخبِرَكم بليلةِ القدر، فإنَّه تلاحى فلانٌ وفلانٌ، فرُفِعت، وعسى أن يكون خيرًا لكم، فالتمسوها في السَّبع والتِّسع والخمس»، قال الصُّوفيُّ: «التمسوها في السَّبع والخمس». [خ¦49]
          أخبرنا البَرْقانيُّ: حدَّثنا أبو بكرٍ الإسماعيليُّ(6) لفظًا: أخبرنا أبو يعلى _هو أحمدُ بنُ عليِّ بن المُثنَّى المَوْصِليُّ_: حدَّثنا محمَّدُ بنُ المِنْهالِ: حدَّثنا يزيدُ بنُ زُريعٍ: حدَّثنا حُمَيدٌ: عن أنسٍ، عن عُبادةَ قال: قال رسولُ الله صلعم: «خرجتُ لأُخبِرَكم بليلةِ القدرِ، فإذا رجلان يتلاحيان، فأُنْسيتُها، فاطلبوها في العشرِ الأواخرِ من رمضانَ، تاسعة وسابعة وخامسة».
          أخبرنا أبو عليٍّ الحَسنُ بنُ عليِّ بنِ محمَّدٍ التَّميميُّ(7): أخبرنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ جعفرِ بنِ حَمدانَ بنِ مالكٍ القَطِيعيُّ: حدَّثَنا عبدُ الله بنُ أحمدَ ابنِ حنبلٍ: حدَّثني أبي: حدَّثَنا محمَّدُ بنُ أبي عَدِيٍّ: عن حُمَيدٍ، عن أنسٍ، عن عُبادةَ بنِ الصَّامتِ قال: خرج علينا رسولُ الله صلعم وهو يريد أن يخبرَنا بليلةِ القدرِ، فتلاحى رجلان، فقال رسولُ الله صلعم: «خرجتُ / وأنا أريد أن أخبركم بليلةِ القدرِ، فتلاحى رجلان، فرُفعت، وعسى أن يكون خيرًا لكم، فالتمسوها في التَّاسعةِ والسَّابعةِ والخامسةِ».
          أخبرنا أبو الصَّهباء ولَّادُ بنُ عليِّ بنِ سهلٍ الكوفيُّ: أخبرنا أبو جعفرٍ(8) محمَّدُ بنُ عليِّ بنِ دُحَيمٍ الشَّيبانيُّ: حدَّثنا أحمدُ بنُ حازمٍ: أخبرنا عبدُ الحميد بنُ صالحٍ: أخبرنا أبو شهابٍ. وأخبرني أبو محمَّدٍ الحَسنُ بنُ محمَّدِ بنِ الحَسنِ بنِ عليٍّ الخَلَّالُ: حدَّثنا عُمَرُ بنُ أحمدَ الواعظُ: حدَّثنا عبدُ الله بنُ محمَّدِ بنِ عبدِ العزيز البَغَويُّ: حدَّثنا خَلَفُ بنُ هشامٍ: حدَّثنا أبو شهابٍ الحنَّاطُ: عن حُمَيدٍ، عن أنسٍ: أنَّ عُبادةَ بنَ الصَّامتِ قال: خرج علينا رسولُ الله صلعم فقال: «إنِّي خرجتُ وأنا أريد أن أُخبرَكم بليلةِ القدر، فتلاحى رجلان _وقال الخلَّال: فتلاحى هذان الرَّجلان_ فأُنْسِيتُها، وعسى أن يكون ذلك خيرًا، فالتمسوها في تاسعةٍ وسابعةٍ وخامسةٍ».
          أخبرنا البَرْقانيُّ قال: قرأنا على أبي محمَّدٍ عبدِ الله [بنِ] إبراهيمَ بنِ أيُّوبَ بن ماسِي: أخبركم يوسفُ القاضي: حدَّثنا محمَّدُ بنُ أبي بكرٍ: حدَّثنا يحيى بنُ سعيدٍ: عن حُمَيدٍ، عن أنسٍ، عن عُبَادةَ بنِ الصَّامت، عن النَّبيِّ صلعم قال: «خرجتُ وأنا أريد أن أخبركم بليلةِ القدرِ، فتلاحى رجلان، فرُفِعَت، وعسى أن يكون خيرًا، فالتمسوها في التَّاسعةِ والخامسةِ والسَّابعةِ»
          أخبرنا أبو الفتحِ هلالُ بنُ جعفرِ بنِ سَعدانَ الحفَّارُ: حدَّثنا أبو عليٍّ إسماعيلُ بنُ محمَّدٍ الصَّفَّارُ: حدَّثنا محمَّدُ بنُ عبدِ الملك الدَّقيقيُّ. وأخبرنا أبو عليٍّ الحَسنُ بنُ أبي بكرٍ أحمدَ بنِ إبراهيمَ بنِ الحَسن بنِ محمَّدِ بنِ شاذانَ البزَّازُ: أخبرنا أبو محمَّدٍ عبدُ الله بنُ إسحاقَ بنِ إبراهيمَ البَغَويُّ: حدَّثنا عبدُ الله بنُ رَوحٍ، قالا: حدَّثنا يزيدُ بنُ هارونَ: أخبرنا حُمَيدٌ: عن أنسٍ، عن عُبَادةَ بنِ الصَّامتِ قال: خرج علينا رسولُ الله صلعم وهو يريد أن يخبرنا بليلةِ القدرِ، فتلاحى رجلان من المسلمين، فقال رسولُ الله صلعم: «إنِّي خرجتُ أريد أن أخبركم بليلةِ القدرِ، فكان بين فلانٍ وفلانٍ لِحاءٌ، فرُفِعَت، وعسى أن يكون خيرًا، فالتمسوها في العشر الأواخرِ، في الخامسة والسَّابعة والتَّاسعة». وهذا لفظُ حديثِ الدَّقيقيِّ.
          وأمَّا حديثُ حمَّادِ بنِ سَلَمَةَ عن ثابتٍ وحُمَيدٍ فأخبرَنَاه أبو نُعَيمٍ أحمدُ بنُ عبدِ الله بنِ أحمدَ بنِ إسحاقَ الحافظُ بأصبهانَ: حدَّثنا أبو محمَّدٍ عبدُ الله بنُ جعفرِ بنِ أحمدَ بنِ فارسٍ: حدَّثنا يونسُ بنُ حبيبٍ: حدَّثنا أبو داودَ: حدَّثنا حمَّادٌ: عن ثابتٍ وحُمَيدٍ، عن أنسٍ، عن عُبَادةَ بنِ الصَّامتِ: / أنَّ رسولَ الله صلعم خرج وهو يريد أن يُخبر أصحابه بليلةِ القدرِ، فتلاحى رجلان، فقال رسولُ الله صلعم: «خرجتُ وأنا أريد أن أخبركم بليلةِ القدرِ، فتلاحى رجلان، فاختلَجَتْ منِّي، فاطلبوها في العشرِ الأواخرِ، في سابعةٍ تبقى، أو تاسعةٍ تبقى، أو خامسةٍ تبقى».
          آخر كلامه على هذه الأحاديثِ، وهو آخر الجزءِ، والحمد لله حقَّ حَمْدِه، وصلواته على محمَّد وآله وسلَّم. /


[1] في الأصل: «الجرشي».
[2] في الأصل: «درست»، والمثبت موافق لكتب التراجم.
[3] رسمت في الأصل: «تلاحا»، هنا وفي جميع المواضع بعدُ.
[4] في الأصل: «إنسانًا».
[5] في الأصل: «محمد بن عربي»، وقد ذكره على الصواب لاحقًا.
[6] في الأصل: «إسماعيل».
[7] في الأصل: «التيمي».
[8] في الأصل: «حفص».