جنى الجنتين ومجمع البحرين في تجريد متون الصحيحين

حديث: كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالاً من نخل

          566- الإمامان: عن أنس قال: كان أبو طلحة أكثر الأنصار بالمدينة مالاً من نخل، وكان أحب أمواله إليه بيرحاء، وكانت مستقبلة المسجد، وكان رسول الله صلعم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب، قال أنس: فلما نزلت هذه الآية {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ}[آل عمران:92] قام أبو طلحة إلى رسول الله صلعم فقال: يا رسول الله، إن الله تبارك وتعالى يقول: {لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ} وإن أحب مالي إليَّ بيرحاء، وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث أراك الله، قال: فقال رسول الله صلعم: ((بخ ذلك مال رابح، ذلك مال رابح وقد سمعت ما قلت، وإني أرى أن تجعلها في الأقربين)) فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله، فقسمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه، قال القعنبي: عن مالك رابح أو رائح، وقال غيره: رائح، وقال غيرهم: رابح(1). [خ¦1461]


[1] في هامش الأصل: ((بيرحاء: هذه اللفظة لم يضبطها أحد ضبطاً يزول معه الشك إلا أن الدائر في السنة قرأ الحديث بضم الراء والمد وذكر في الفائق بيرحى بفتح الراء والقصر وقال إنه اسم أرض وهي فيعلى من البراح وهو المكان المتسع الظاهر .
بخ بخ كلمة يقولها المتعجب بالشيء وعند المدح والرضا بالشيء ويكرر للمبالغة فيقال بخ بخ فإن وصلت جررّت ونونت فقلت بخٍ بخٍ وربما شددت .
رابح بنقطة واحدة معناه ذو ربح وأما بنقطتين فمعناه أنه قريب المسافة يروح خيره ولا يقرب)).