جنى الجنتين ومجمع البحرين في تجريد متون الصحيحين

حديث: يا معاذ أفتانٌ أنت؟ اقرأ بكذا

          219- الإمامان: عن جابر قال: كان معاذ يصلي مع النبي صلعم ثم يأتي فيؤم قومه، فصلى ليلة مع النبي صلعم العشاء، ثم أتى قومه فأمهم، فافتتح بسورة البقرة، فانحرف رجلٌ فسلم ثم صلى وحده، وانصرف، فقالوا له: نافقت يا فلان؟ قال: لا والله، ولآتين رسول الله صلعم فلأخبرنه، فأتى رسول الله فقال: يا رسول الله، إنا أصحاب نواضح، نعمل بالنهار، وإن معاذًا صلى معك العشاء، ثم أتى فافتتح بسورة البقرة، فأقبل رسول الله صلعم على معاذ فقال: ((يا معاذ، أفتانٌ أنت؟ اقرأ بكذا، واقرأ بكذا)) قال سفيان: فقلت لعمرو: إن أبا الزبير حدثنا عن جابر أنه قال: اقرؤوا {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} [الشمس:1] {وَالضُّحَى} [الضحى:1]{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}[الليل:1] و {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}[الأعلى:1] فقال عمرو: نحو هذا.
          وللبخاري: قال: أقبل رجل بناضحين(1) وقد جنح الليل(2) فوافق معاذاً يصلي... وذكر نحوه وقال في آخره ((فلولا صليت بـ{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ} {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} و{وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} فإنه يصلي وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة)) أحسب في الحديث قال البخاري: وقال عمرو وعبد الله بن مقسم وأبو الزبير عن جابر: قرأ معاذ في العشاء بالبقرة.
          وأخرجه مسلم: نحو ما تقدم بطوله وفيه: ذكر السور التي تقدمت، ومنهم من رواه عن عمرو عن جابر مختصراً: أن معاذاً كان يصلي مع النبي صلعم عشاء الآخرة، ثم يرجع إلى قومه، فيصلي بهم تلك الصلاة وقد تقدم ذلك. [خ¦700] [خ¦701]


[1] في هامش الأصل: ((النواضح: جمع ناضح [وهو ما] يستقى عليه)).
[2] في هامش الأصل: ((جنح[الليل]: أقبل ظلامه)).