جنى الجنتين ومجمع البحرين في تجريد متون الصحيحين

حديث: صلوا صلاة كذا في حين كذا

          214- البخاري: عن عمرو بن سلمة قال: كنا بماءٍ ممر الناس، يمر بنا الركبان نسألهم: ما للناس؟ ما للناس؟ ما هذا الرجل؟ فيقولون: يزعم أن الله أرسله أوحي إليه، أوحي إليه كذا فكنت أحفظ ذلك الكلام، فكأنما يغرى في صدري وكانت العرب تلوم بإسلامهم الفتح، فيقولون: اتركوه وقومه، فإنه إن ظهر عليهم فهو نبي صادق، فلما كانت وقعة الفتح بادر كل قوم بإسلامهم، وبدر أبي قومي بإسلامهم، فلما قدم قال: جئتكم والله من عند النبي حقًا، فقال: ((صلوا صلاة كذا في حين كذا، وصلاة كذا في حين كذا، فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم، وليؤمكم أكثركم قرآنًا)) فنظروا فلم يكن أحدٌ أكثر قرآنًا مني، لما كنت أتلقى من الركبان، فقدموني بين أيديهم وأنا ابن ست أو سبع سنين، وكان علي بردةٌ، كنت إذا سجدت تقلصت عني، فقالت امرأة من الحي: ألا تغطوا عنا إست قارئكم، فاشتروا، فقطعوا لي قميصًا، فما فرحت بشيء فرحي بذلك القميص(1). [خ¦4302]


[1] في هامش الأصل: ((يقال: غرى هذا الحديث في صدري إذا التصق به كأنه ألصق بالغراء .
التلوم: المكث والانتظار .
تقلص الثوب عن الإنسان: إذا قصر عنه [وإذا قام] إلى فوق)).