غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

حماد بن زيد بن درهم

          297 # حَمَّادُ بن زَيد (بن دِرْهَم)، أبو إسماعيل، الأَزْرَق، مولى آل جَرير بن حازم، الجَهْضَمِيُّ، البصريُّ، الأزديُّ.
          ثقة، ثَبْت، فقيه، قيل: إنَّه كان ضريراً. /
          ولعلَّه طَرأَ عليه إن صحَّ؛ لأنَّه كان(1) يكتب، هو من كبار العلماء.
          قال الكِرْماني(2) : إجماع العلماء انعقد على جلالته وإمامته.
          وفيه أنشد بعضهم _من البحر الرمل_(3) :
أيُّها الطَّالبُ عِلْماً                     إيْتِ(4) حمَّادَ بنَ زَيْدِ
فاقتبسْ عِلْماً بحِلْمٍ                     ثُمَّ قيِّدْه بقَيْدِ
          وكان من الدِّين والورع والزُّهد على جانب عظيم. قال عبد الرَّحمن بن مَهْديٍّ: أئمَّة النَّاس في زمنهم أربعة: سُفْيانُ الثَّوريُّ بالكوفة، ومالكٌ بالحجاز، والأَوزاعِيُّ بالشَّام، وحَمَّادُ بنُ زَيْد بالبصرة.
          وقال عُبيد الله بن الحَسَن: إنَّما هُما الحَمَّادان، فإذا طلبتُم العِلْم، فاطلبوا من الحَمَّادَين.
          قال ابن مَعِين: ليس أَحدٌ أثبتَ من حَمَّادِ بن زيد، هو أَتقن من ابن عُيينة، وعبدِ الوهَّاب، وعبدِ الوارث.
          قال أبو زُرْعَةَ: حَمَّادُ بنُ زيد أثبتُ من حَمَّادِ بن سَلَمَة، وكان الآخَر رجلاً صالحاً.
          قال وَكِيع: حَمَّادُ بنُ زيد أحفظُ من حَمَّاد بن سَلَمة، وما كان يُشبَّه(5) [إلَّا] بمِسْعَر.
          قال يحَيْى بنُ يحَيْى: ما رأيتُ أحداً من الشُّيوخ أحفظَ من حَمَّاد بن زيد.
          كان عُثمانيًّا، (حجَّةً)، كثيرَ الحديث.
          وأَنشدَ ابنُ السَّمْعانيِّ(6) _من البحر المتقارب_:
تَداركتُ مِن خَطَئِي(7) نادماً                     أَنَ ارْجُوْ سِوَى خالقيْ راحِمَا
فلا رُفِعَتْ ضُرْعَتي إن رَفَعْتُ                     يَدَيَّ إلى غير مَوْلاهما
أموتُ وأَدْعُو إلى مَنْ يَمُوتُ                     بماذا أُكَفِّرُ هذا بِمَا
          قال الكَلاباذيُّ(8) : هو أخو سعيد.
          سمع: البُنَانِيَّ، وأيُّوبَ، ويونس، وعَمْرَو بن دينار، ويحيى بن سَعيد.
          [روى عنه: عبد الرَّحمن بن المُبارَك، وسليمان بن حَرْب، وحَجَّاج بن المِنْهَال، وقُتَيبة بن سعيد،] وأحمد بن واقد.
          روى عنه البخاريُّ بالواسطة في مواضع، أوَّلها: في باب قوله تعالى: { وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا } [الحجرات:9] ، من كتاب الإيمان [خ¦31] .
          قال أبو النُّعمان: سألت أُمَّ حَمَّاد وعَمَّتَه عن مولده، فقالت إحداهما(9) : وُلد في زمن سُليمان بن عبد الملك. وقالت الأُخرى: في زمن عُمر بن عبد العزيز. وكانت(10) ولاية سُليمان سنتين وثمانية أشهر وخمسة أيَّام، أوَّلُها نصف جُمادى الآخر(11) ، سنةَ ستٍّ وتسعين، وخلافة عمر سنتين ونصف، أوَّلها يوم مات سليمان، وآخرُها آخر ذي الحجَّة، سنة إحدى ومئة.
          وقال الكِرْمانيُّ(12) : وُلد سنةَ ثمان وتسعين. وتوفِّي لسبعَ عشرةَ خلَت من رمضان، سنة تسع وسبعين(13) ومئة، وبين مالكٍ وبينه سنة أو سنتان في الولادة، وماتا في سنة واحدة، وصلَّى عليه إسحاق بن سُليمان(14) .
          حدَّث عن حَمَّاد بن زيدٍ(15) : إبراهيمُ بن أبي عَبْلة، والهيثم بن سَهْل، وبين وفاتَيهما أكثر من مئة وثمان سنين(16) ، وحدَّث عنه الثَّوريُّ، وبينه وبين الهيثم أكثر من مئة سنة.
          قال فِطْرُ(17) بنُ حَمَّاد: دخلتُ على مالك بن أنس، فلم يسألني عن أحد من أهل البصرة / إلَّا عن حَمَّاد.


[1] في (ن): (لأنه صح ما أنه كان).
[2] شرح البخاريِّ:1/141.
[3] الشِّعر للإمام عبد الله بن المبارَك، انظر التاريخ الكبير للبخاريِّ:3/ 25.
[4] في (ن) تصحيفاً: (أنت).
[5] في (ن) تصحيفاً: (شبهه).
[6] الأنساب:2/140، والأبيات لعبد الله بن الفرج الجَيَّاني، ولم أر مناسبة لإيرادها في هذا السياق.
[7] في (ن) تصحيفاً: (خطاياي).
[8] الهداية والإرشاد:1/199.
[9] في (ن) تصحيفاً: (أحدهما).
[10] في غير (ن): (وكان).
[11] في غير (ن): (الأخرى) وجاء في (ن) (سنة ستة وتسعين) وهو مخالف لقواعد اللغة.
[12] شرح البخاريِّ:1/141.
[13] في (ن) تصحيفاً: (تسع وتسعين).
[14] تأخرت هذه الجملة في (ن) إلى آخر الترجمة.
[15] في (ن) تصحيفاً: (حماد بن زيد بن إبراهيم).
[16] في غير (ن): (مئة وثمانين سنة).
[17] في (ن) تصحيفاً: (مطر).