غاية المرام في رجال البخاري إلى سيد الأنام

خولة بنت قيس

          1531 # خولة بنت قيس، الصَّحابيَّة، الأنصاريَّة، النَّجَّاريَّة، زوج حمزة بن عبد المطَّلب، ☺، كانت تكنَّى أمَّ محمَّد، وأمَّ حبيبة، قال يحيى بن منده: وكانت تكنَّى أمَّ صبيَّة، يعني بالصَّاد المهملة وموحَّدة واحدة. قال ابن الأثير(1) : وهذا وهم منه، صحَّف حبيبة، بحاء مهملة، وموحَّدتين، بينهما مثنَّاة تحتيَّة، بصبيَّة. قال: فإنَّ أمَّ حبيبة جُهنيَّة، وهذه أنصاريَّة، من أنفُسهم.
          قال ابن حزم: روت خولة أمُّ حبيبة عن رسول الله صلعم ثمانية أحاديث، وروت خولة أمُّ حبيبة عنه صلعم أربعة أحاديث. قلت: فهذا يدلُّ على أنَّهما ثنتان، لكن كثير من العلماء جعلهما واحدة، ونسبوا الأحاديث المنسوبة إلى هذه لتلك، وبالعكس.
          قال عليُّ بن عبد الله المدينيُّ: خولة بنت قيس، هي خولة بنت تامر(2) .
          قال ابن الأثير: واستشهد عنها حمزة ☺ يوم أحد، فخلف عليها النُّعمان بن العجلان، الأنصاريُّ، الزُّرقيُّ، وهي التي روت عن رسول الله صلعم، قالت: ذكر عنده المال، فقال: «إنَّ هذا المال حلوة خضرة، من أصابه بحقِّه(3) بورك له فيه، وربَّ مُتَخَوِّض(4) فيما اشتهت نفسه في مال الله ورسوله يوم القيامة في النَّار». وهي التي روت أنَّ رسول الله صلعم قال: «ألا أخبركم بكفَّارات الخطايا»؟ قالوا: بلى يا رسول الله، صلَّى الله عليك وسلم، قال: «إسباغ الوضوء عند المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصَّلاة بعد الصَّلاة». قال: وأما خولة التي حديث اختلاف يدها مع يد رسول الله صلعم في الإناء حيث قالت: اختلفت يدي ويد رسول الله صلعم في إناء واحد، يعني في الوضوء، فهي خولة أمُّ صبيَّة [هذه] جدَّة خارجة بن النُّعمان. قال جعفر المستغفريُّ: وليست هي بامرأة حمزة [بن عبد المطَّلب] ، ☺. قلت: فهذا صريح في أنَّهما اثنتان.
          قال أبو نصر الكلاباذيُّ(5) : روى عن خولةَ النُّعمانُ بن أبي عيَّاش الزُّرَقيُّ، ونقل عنها البخاريُّ بالواسطة، في باب فرض الخمس [خ¦3118] ، ♦.


[1] أسد الغابة:7/96.
[2] في (ن) تصحيفاً: (ناصر).
[3] في غير (ن): (بحق).
[4] في (ن): (مخوض).
[5] الهداية والإرشاد:2/849.