إرشاد الساري إلى اختصار صحيح البخاري

حديث: أن عبد الله بن الزبير قال في بيع

          2703- حَدِيثُهَا: أَنَّ عَائِشَةَ حُدِّثَتْ(1): أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ الزُّبَيْرِ قَالَ فِي بَيْعٍ أَوْ عَطَاءٍ أَعْطَتْهُ عَائِشَةُ / : وَاللهِ؛ لَتَنْتَهِيَنَّ عَائِشَةُ أَوْ لَأَحْجُرَنَّ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ: أَهُوَ قَالَ هَذَا؟ قَالُوا: نَعَمْ، قَالَتْ: هُوَ(2) لِلهِ عَلَيَّ نَذْرٌ أَنْ لَا أُكَلِّمَ ابْنَ الزُّبَيْرِ أَبَدًا، فَاسْتَشْفَعَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِلَيْهَا حِيْنَ طَالَتِ الهِجْرَةُ، فَقَالَتْ: لَا وَاللهِ؛ لَا أَشْفَعُ فِيهِ أَبَدًا، وَلَا أَتَحَنَّثُ إِلَى نَذْرِي، فَلَمَّا طَالَ ذَلِكَ(3) عَلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ؛ كَلَّمَ المِسْوَرَ بْنَ مَخْرَمَةَ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الأَسْوَدِ بْنِ عَبْدِ يَغُوثَ، وَهُمَا مِنْ بَنِي زُهْرَةَ، وَقَالَ لَهُمَا: أَنْشُدُكُمَا باللهَ لَمَا(4) أَدْخَلْتُمَانِي عَلَى عَائِشَةَ، فَإِنَّهَا(5) لَا يَحِلُّ(6) لَهَا أَنْ تَنْذُرَ قَطِيعَتِي، فَأَقْبَلَ بِهِ المِسْوَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ مُشْتَمِلَيْنِ بِأَرْدِيَتِهِمَا، حَتَّى اسْتَأْذَنَا عَلَى عَائِشَةَ فَقَالَا: السَّلَامُ عَلَيْكِ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ، أَنَدْخُلُ؟ قَالَتْ عَائِشَةُ: ادْخُلُوا، قَالُوا: كُلُّنَا؟ قَالَتْ: نَعَمْ، ادْخُلُوا كُلُّكُمْ، وَلَا تَعْلَمُ أَنَّ مَعَهُمَا ابْنَ الزُّبَيْرِ، فَلَمَّا دَخَلُوا؛ دَخَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ الحِجَابَ فَاعْتَنَقَ عَائِشَةَ، فَطَفِقَ(7) يُنَاشِدُهَا وَيَبْكِي، وَطَفِقَ المِسْوَرُ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ يُنَاشِدَانِهَا إِلَّا كَلَّمْتِ(8) وَقَبِلْتِ(9) مِنْهُ، وَيَقُولَانِ: إِنَّ النَّبِيَّ صلعم(10) نَهَى عَمَّا قَدْ عَلِمْتِ(11) مِنَ(12) الهِجْرَةِ، وَإِنَّهُ(13) لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ، فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَى عَائِشَةَ مِنَ التَّذْكِرَةِ وَالتَّحْرِيجِ؛ طَفِقَتْ(14) تُذَكِّرُهُمَا وَتَبْكِي وَتَقُولُ: إِنِّي نَذَرْتُ، وَالنَّذْرُ شَدِيدٌ، فَلَمْ يَزَالَا بِهَا حَتَّى كَلَّمَتِ ابْنَ الزُّبَيْرِ، وَأَعْتَقَتْ فِي نَذْرِهَا ذَلِكَ أَرْبَعِينَ رَقَبَةً، وَكَانَتْ تَذْكُرُ نَذْرَهَا بَعْدَ ذَلِكَ فَتَبْكِي حَتَّى تَبُلَّ دُمُوعُهَا خِمَارَهَا. [خ¦6073] [خ¦6074] [خ¦6075]
          وَفِي لَفْظٍ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ أَحَبَّ البَشَرِ إِلَى عَائِشَةَ بَعْدَ النَّبِيِّ صلعم(15) وَأَبِي بَكْرٍ، وَكَانَ أَبَرَّ النَّاسِ بِهَا، وَكَانَتْ لَا تُمْسِكُ شَيْئًا مِمَّا جَاءَهَا مِنْ رِزْقِ اللهِ تَصَدَّقَتْ(16)، فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: يَنْبَغِي أَنْ يُؤْخَذَ عَلَى يَدَيْهَا، فَقَالَتْ: أَنْ يُؤْخَذَ(17) عَلَى يَدَيَّ؟! عَلَيَّ نَذْرٌ إِنْ كَلَّمْتُهُ... إِلَى آخِرِهِ(18). [خ¦3505]
          وَفِي لَفْظٍ: ذَهَبَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ مَعَ أُنَاسٍ مِنْ بَنِي زُهْرَةَ إِلَى عَائِشَةَ، فَكَانَتْ(19) أَرَقَّ شَيْءٍ عَلَيْهِمْ؛ لِقَرَابَتِهِمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلعم. [خ¦3503]


[1] في (ب): (حَدَّثت).
[2] (هو): ليس في (ب).
[3] (ذلك): ليس في (ب).
[4] في (أ): (لقد).
[5] في (ب): (فإنَّه).
[6] في (أ): (لا تحلُ).
[7] كذا في النُّسخَتَين، وهي رواية أبي ذر، ورواية «اليونينية»: (وطفق).
[8] كذا في (أ)، وفي (ب): (كلَّمتْه)، ورواية «اليونينية»: (إلَّا ما كلَّمَتْه)، وينظر هامشها.
[9] كذا في (أ)، وفي (ب) ورواية «اليونينية»: (وقَبِلَتْ)، وينظر هامشها.
[10] زيد في (ب): (وسلَّم).
[11] (عَمَّا قَدْ عَلِمْتِ): ليس في (ب).
[12] في (ب): (عن).
[13] كذا في النُّسخَتَين، ورواية «اليونينية»: (فإنَّه).
[14] (طفقت): سقط من (ب).
[15] زيد في (ب): (وسلَّم).
[16] في (ب): (فتصدقت).
[17] كذا في النُّسخَتَين، ورواية «اليونينية»: (أَيُؤخذ).
[18] (إلى آخره): ليس في (ب).
[19] كذا في النُّسخَتَين، ورواية «اليونينية»: (وكانت).