الإفهام لما في البخاري من الإبهام

حديث: تعبد الله لا تشرك به شيئًا وتقيم الصلاة المكتوبة

          155- وفيه: عَن أبي هريرة: أنَّ أعرابيًا أتى النبيَّ صلعم فقال: دُلَّني على عملٍ إذا عملته دخلتُ الجنَّة.
          هذا الرجل أو الأعرابيُّ؛ لعلَّه عبد الله بن الأخرم، وقيل فيه: سعد بن الأخرم.
          قال ابن الأثير(1) في «أسد الغابة» في باب السين(2): سعد بن الأخرم مختلفٌ في صحبته، سكن الكوفة، روى عنه: ابنه(3) المغيرة، روى عيسى بن يونس ويحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن عمرو بن مُرَّة، عن المغيرة بن الأخرم، عن أبيه(4) أو عن عمِّه قال: أتيت النبيَّ صلعم وأريد أن أسأله، فقيل لي: هو بعرفة فاستقبلته(5) ، فأخذتُ بزِمام الناقة، فصاح بي(6) الناس فقال: «دعوه، فأرَبٌ ما(7) جاء به»، قلت: يا رسول الله؛ دلَّني على عملٍ يُقرِّبني مِنَ الجنَّة ويُباعدني من النَّار، فرفع رأسه إلى السماء فقال: «تعبد الله لا تشرِكْ به شيئًا، وتقيمُ الصلاةَ، وتؤتي الزكاةَ، وتصومُ رمضانَ، وتحِبُّ للنَّاس ما تحبُّ لنفسك، وما كرهتَ لنفسك؛ فدَعِ الناس منه، خَلِّ سبيلَ الناقة»، ورواه عمرو بن عليٍّ، عَن عبد الله بن داود، عَنِ الأعمش فقال: عَن عمِّه، ولم يشكَّ، ذكره أبو أحمد العسكريُّ، وأخرجه الثلاثة، وفي الطبرانيِّ مِن حديث المغيرة بن سعد الأخرم عن عمَّه: أنَّه سأل، وقال في «أسد الغابة» في باب العين، في ترجمة عبد الله بن الأخرم: واسم الأخرم: ربيعة بن سِيدان التميميُّ الهُجَيميُّ، روى عنه ابن أخيه المغيرة بن شعبة(8) بن الأخرم: أنَّه أتى النبيَّ صلعم [وهو بعرفات قال: فحال الناس بيني وبينه، فقال رسول الله صلعم](9): «دعوه فأرَبٌ ما له؟»، فقلت: يا رسول الله؛ دُلَّني على عملٍ يقرِّبني مِنَ الجنَّة، ويباعدني مِنَ النَّار، فقال: «لئن كنتَ أقصَرتَ الخُطبة لقد أعرضتَ وأطولتَ، تعبد الله لا تشركْ به شيئًا، وتقيمُ الصَّلاةَ، وتؤتي الزَّكاةَ، وتصومُ رمضانَ، وتأتي(10) للناسِ ما تُحِبُّ أن يؤتى(11) لنفسك»، قاله هكذا أبو أحمد العسكريُّ.
          وفي «أسد الغابة» أيضًا في باب الصاد: صخر بن القعقاع(12) الباهليُّ، روى قَزَعة بن سُويد، عن أبيه(13) سُويد بن(14) حُجير(15) ، عن خاله صخر بن القعقاع قال: لقيت رسول الله صلعم بين عرفة والمزدلفة، فأخذت(16) بخِطام ناقته، فقلت: ما الذي يقرِّبُنِي مِنَ الجنَّة ويباعدني مِنَ النار؟ فقال: «لَأن(17) كنت أوجزتَ المسألةَ لقد أعظمتَ وأَطْولت، أقمِ الصلاةَ، وأدِّ(18) الزكاةَ المفروضةَ، وحُجَّ البيتَ، وما أحببتَ أن يفعلَه الناسُ بك، فافعله بهم، وما كرهتَ أن يفعلَه / الناسُ بك، فاجتنبه(19) ، خلِّ سبيلَ الناقة»، أخرجه ابن منده وأبو نعيم.انتهى.
          فهذا يحتمل أيضًا: أن يفسَّر به ما(20) تقدم(21) ، وذلك في حديث أبي أيُّوب، أوضح منه في حديث أبي هريرة؛ لقوله في حديث ابن(22) الأخرم: «أرَبٌ ما له»، وقوله في حديث صخر: «خلِّ سبيل الناقة»، وكذا في حديث ابن الأخرم، ونُقِلَ لي عَن أبي إسحاق(23) الصّريفينيِّ(24): أنَّه روى الحديث مِن طريق أبي أيُّوب، وقال فيه: إن وافد بني المُنتفِق(25) قال... الحديثَ، فعلى هذا يكون الرجل هو لَقِيْط بن عامر، ويقال: لَقِيْط بن صَبرة(26) وافد بني المنتفق. [خ¦1397]


[1] (ابن الأثير): ليس في (أ).
[2] (في باب السين) ليس في (أ)، وفي (ق) ومخرومة.
[3] في (أ): (ابن)، والمثبت هو الصواب.
[4] في (أ): (ابنه)، وهو تحريف.
[5] في (أ): (واستقبله)، وفي المطبوع: (واستقبلته)، والمثبت هو الصواب.
[6] في (م): (في).
[7] في (م): (فأربها)، وهو تحريف، وفي (ق) ومخرومة.
[8] في (ق) و(م): (سعد).
[9] ما بين معقوفين ليس في (أ).
[10] في (م): (وتؤتى).
[11] في (أ): (تأتي). وكذا في المطبوع.
[12] في (م): (القضاع)، وفي (ق) مخرومة.
[13] في (أ): (ابنه).
[14] في (أ) و(م): (عن)، وهو تحريف.
[15] في (م): (حجيب).
[16] في (أ): (وأخذت). كذا في المطبوع.
[17] في (أ) والمطبوع: (لئن)، وفي (م): (ليس)، وهو تحريف.
[18] في (أ): (وآت).
[19] في (أ): (فأحببت). وفي المطبوع: (فاجتنب).
[20] في (م): (يفسر بما)، وفي (ق) مخروم.
[21] في (أ): (فقدَّم)، والمثبت هو الصواب.
[22] في (أ): (من)، وهو تحريف.
[23] (أبي إسحاق): ليس في (ق) و(م).
[24] في (م): (الصريفني)، وفي (ق) مخرومة.
[25] في (أ): (المنفقق).
[26] زيد في (م): (ابن لقيط صبرة)، هو تحريف.