الإمام البخاري أمير المؤمنين في الحديث

المقدمة

          ♫
          أمير المؤمنين في الحديث
          مَن يستطيع أن يُحصي الكتب التي ألَّفها علماء المسلمين؟
          هذه الكتب التي أمدَّت المطابع في الشرق والغرب من مئة سنة إلى الآن، لا تزال تَطبع منها، وما بقي منها مخطوطًا أكثر ممَّا طُبع، وما ضاع من المخطوطات أكثر ممَّا بقي، وحسبكم أن تعلموا أنَّ هولاكو لمَّا دخل بغداد ألقى الكتب في دجلة، حتى لوَّن حبرُها ماءَ دجلة، وأنَّ الإسبان لمَّا استرجعوا الأندلس أحرقوا الكتب حتَّى صارت الليالي من اللَّهب بيضاء، عدا ما أضاعه التحريق
          والتخريق والتمزيق، فكم هي إذن الكتب التي ألَّفها علماء المسلمين؟
          وبعد:
          فليس في هذه الكتب كلّها، ما هو أشهر وأفضل، وأجلُّ عند خاصَّة المسلمين وعامَّتهم، من الكتاب الذي جئت اليوم أحدّثكم عن صاحبه.
          الكتاب الذي لا يفضِّل عليه المسلمون إلا كتاباً واحداً، هو القرآن.
          الكتاب الذي نعدُّه بعد كتاب الله عمادَ ديننا، ونجعله حجَّةً بيننا وبين ربنا، ونقيم عليه أمر ديننا وآخرتنا.
          أما عرفتموه؟ أيُّ كتاب يوضع بعد القرآن مباشرة إلا صحيح البخاري؟
          إنكم تعرفونه جيداً، ولكنَّ قليلاً منكم مَن يعرف صاحبه محمد بن إسماعيل البخاري، الذي خصَّصتُ به هذا الحديث.