التجريد الصريح لأحاديث الجامع الصحيح

حديث: يا بني النجار ثامنوني بحائطكم هذا

          264- عَنْ أَنَسِ ☺ ، قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ صلعم الْمَدِينَةَ فَنَزَلَ أَعْلَى الْمَدِينَةِ فِي حَيٍّ يُقَالُ لَهُمْ بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، فَأَقَامَ فِيهِمُ النَّبِيُّ صلعم أَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى بَنِي النَّجَّارِ، فَجَاءُوْا مُتَقَلِّدِين السُّيُوف، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صلعم عَلَى رَاحِلَتِهِ وَأَبُو بَكْرٍ ☺ رِدْفُهُ، وَمَلأُ بَنِي النَّجَّارِ حَوْلَهُ، حَتَّى أَلْقَى رَحْلَهُ بِفِنَاءِ أَبِي أَيُّوبَ، وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يُصَلِّيَ حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ الصَّلاةُ، وَيُصَلِّي فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، وَأَنَّهُ أَمَرَ بِبِنَاءِ الْمَسْجِدِ، فَأَرْسَلَ إِلَى مَلإٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ فَقَالَ: «يَا بَنِي النَّجَّارِ، ثَامِنُونِي بِحَائِطِكُمْ هَذَا». قَالُوا: لا وَالله لا نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلا إِلَى الله تعالى، فَقَالَ أَنَسٌ: فَكَانَ فِيهِ مَا أَقُولُ لَكُمْ قُبُورُ الْمُشْرِكِينَ، / وَفِيهِ خَرِبٌ، وَفِيهِ نَخْلٌ، فَأَمَرَ رسول الله صلعم بِقُبُورِ الْمُشْرِكِينَ فَنُبِشَتْ، ثُمَّ بِالْخَرِبِ فَسُوِّيَتْ وَبِالنَّخْلِ فَقُطِعَ، فَصَفُّوا النَّخْلَ قِبْلَةَ الْمَسْجِدِ، وَجَعَلُوا عِضَادَتَيْهِ الْحِجَارَةَ، وَجَعَلُوا يَنْقُلُونَ الصَّخْرَ وَهُمْ يَرْتَجِزُونَ وَالنَّبِيُّ صلعم مَعَهُمْ وَهُوَ يَقُولُ:
اللهمَّ لا خَيْرَ إِلا خَيْرُ الآخِرَهْ                      فَاغْفِرْ لِلأنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ