التوضيح لمبهمات الجامع الصحيح

حديث: من ينظر ما صنع أبو جهل؟

          3962- قوله: (قَدْ ضَرَبَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ): قال ابن الملقِّن: ابنا عفراء معاذ ابن عمرو بن الجموح، ومعاذ بن عفراء، انتهى.
          وهذا غلط، وبنو عفراء: معاذ وعَوذ، ويُقال: عوف ومُعَوِّذ، شهدوا بدرًا، وابن إسحاق يزيد فيهم رابعًا: رفاعة شهد عنده بدرًا، وأنكره الواقدي.
          والخلاف فيمن قتل أبا جهل ليس هذا مكانه، والله أعلم، وقال الزمخشري _كما قاله الكرماني عنه_ قال: قيل: قاتله النضر بن حارث، انتهى.
          والنضر بن الحارث كافر معروف، وفي الصحابة من يُقال له: النضر ابن حارث اثنان: أحدهما: أوسي، وقد ذكره النمري في (نصر)؛ بالمهملة، والثاني: العبدري، وذكره في الصحابة، وهو الذي قتله عليٌّ بعدما أسر يوم بدر، أجمع على ذلك أهل المغازي، قاله الذهبي.
          تنبيه: وقع في كلام أبي نعيم وابن منده: أن النَّضر شهد حنينًا، وكان مسلمًا من المؤلَّفة، وعزَوَا ذلك إلى ابن إسحاق، قال النوويُّ: وهذا غلطٌ؛ لإجماع أهل السير والمغازي، وأجمعوا على أنَّه قُتِل يوم بدر كافرًا.