التوضيح لمبهمات الجامع الصحيح

حديث: أنت مع من أحببت

          3688- قوله: (أنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صلعم فقالَ: متى السَّاعةُ؟) قال ابن بَشْكُوال: الرجل إن شاء الله هو أبو موسى الأشعري، أو أبو ذرٍّ، انتهى، وذكر ابن بَشْكُوال أيضًا حديثًا عن ابن مسعود من عند الدارقطني قال: جاء أعرابيٌّ...؛ فذكره ثم قال: وقد، تقدم أنَّ هذا الأعرابيَّ البائل هو ذو الخُويصرة، فيكون هو السَّائل أيضًا، انتهى.
          وقال شيخنا بعد ذكرِ ما قاله ابن بَشْكُوال ما لفظه: وليس فيما ساقه ما يشهد لصحَّة ما ذكر، وفي «الدارقطني» من حديث ابن مسعود التصريح / بأنَّ السائل عن ذلك هو الذي بال في المسجد، وفي «جزء أبي الجهم»: أن السائل عن ذلك هو عُمَير بن قتادة، وفي «العلم» للمرهبي: أنَّ السائل هو عمر بن الخطاب، وأظنُّ هذا من جملة الحكمة في إيراد البخاري هذا الحديث في (مناقب عمر)، والله أعلم، انتهى كلام شيخنا.
          وقد راجعت في «جزء أبي الجهم العلاء بن موسى»؛ فرأيته روى عن عليٍّ قال: صلى رسول الله صلعم يومًا بغلس، فقال له رجل: يا رسول الله؛ متى الساعة؟ قال: «ما أعددت لها عدتها؟» فجلس حتى إذا أسفر ونور؛ قال: «من السائل عن الساعة؟» فجثا لركبتيه فقال: أنا يا رسول الله، فإذا هو عمر بن الخطاب...، فذكر الحديث، وراجعت في «العلم» للمرهبي، فإذا فيه: أنَّ رجلًا قام إلى النبي صلعم حين صلى الغداة بغلس، فقال: يا رسول الله؛ أخبرني عن الساعة، فسكت عنه، حتى إذا أسفر الناس، ورأى بعضهم بعضًا؛ قال: أين السائل عن الساعة؟ فقام الرجل، فإذا هو عمر بن الخطاب.