التعديل والتجريح

هشيم بن أبي خازم

          1421- هُشَيْمُ بنُ أبي خَازِمٍ، واسمُهُ بشيرُ بن القاسمِ بن دينارٍ، أبو معاويةَ السُّلميُّ مولاهُم الواسطيُّ، أصلُهُ من بلخٍ، كان القاسمُ بن دينارٍ منها فنزلَ واسطًا للتجارةِ.
          وأخرجَ البخاريُّ في التَّيمُّمِ وغير موضعٍ عن عمرِو بن عونٍ وعمرِو بن زُرارةَ وعمرِو بن محمَّدٍ النَّاقدِ وسعيدِ بن سليمانَ ومحمَّدِ بن سنانَ وعليِّ بن المدينيِّ وقتيبةَ عنهُ، عن حُميدٍ الطَّويلِ وأبي إسحاقَ الشَّيبانيِّ وإسماعيلَ بن أبي خالدٍ وأبي بشرٍ جعفرٍ وخالدٍ الحذَّاءِ وأبي هاشمٍ.
          قالَ أحمدُ بن حنبلٍ: وُلِدَ سنةَ أربعٍ ومائةٍ.
          وقال عليُّ بن المدينيِّ: ماتَ سنةَ ثلاثٍ وثمانين ومائةٍ.
          سُئِلَ أبو زُرْعَةَ عن جُوَيْرِيَّةَ وهُشيمٍ؟ فقال: هشيمٌ أحفظُهما، وقالَ أبو زُرْعَةَ: هو ثقةٌ، هو أحفظُ من أبي عوانةَ ويزيدَ بن هارونَ، وقالَ ابنُ الجُنيدِ: قالَ ابنُ مَعِيْنٍ: روى المعتمرُ بن سُليمانَ عن زهيرٍ السَّلُوْلِيِّ عن يونسَ عن الحسنِ: «يُجْزِيءُ مِنَ الصَّومِ السَّلامُ» وزهيرٌ هذا ليسَ بشيءٍ، وليسَ يُحَدِّثُ بهذا عن يونسَ ثقةٌ،
          قالَ يحيى: وكان هُشيمٌ يُدَلِّسُهُ عن يونسَ عن الحسنِ، ثم قالَ يحيى: كان هشيمٌ يأخذُ الحديثَ من السحابِ.
          قالَ البخاريُّ: حدَّثنا يعقوبُ بن إبراهيمَ، قالَ: ماتَ هُشيمٌ سنةَ ثلاثٍ وثمانينَ ولقيتُهُ سنةَ تسعٍ وسبعينَ.
          وقالَ أحمدُ بن عليِّ بن مسلمٍ: سمعتُ عليَّ بن حجرٍ، يقولُ: هُشيمٌ في أبي بشرٍ مثلُ ابنِ عُيَيْنَةَ في الزُّهريِّ سبقَ النَّاسَ هشيمٌ في أبي بشرٍ.
          وقالَ أحمدُ بن عليٍّ: حدَّثنا أبو عمَّارٍ قالَ: سمعتُ الفضلَ يقولُ: قيلَ لهشيمٍ: إِيش يحملكَ على هذا التَّدليسِ؟ قالَ: إنه أشهى شيءٍ.
          قالَ الفِرَبْرِيُّ في «الجامعِ الصَّحيحِ»: من روايةِ أبي إسحاقَ في تفسيرِ سورةِ سبحانَ بإثرِ روايتِهِ عن يعقوبَ بن إبراهيمَ : حدَّثنا هُشيمٌ: أخبرنا أبو بشرٍ: حديثَ {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا} [الإسراء:110]
          قالَ محمَّدُ بن عبَّاسٍ: إنَّ أبا عبدِ اللهِ لم يجئ من أحاديثِ هُشيمٍ في هذا الكتابِ إلا بالخبرِ، وذكرَ أن هُشيمًا كان صاحبَ تدليسٍ، وقد أخرجَ أبو عبدِ اللهِ هذا الحديثَ في آخرِ كتابِهِ عن عمرِو بن زُرارةَ عن هُشيمٍ: أخبرنا أبو بشرٍ، وأخرجَهُ من حديثِ مُسَدَّدٍ وحديثِ حَجَّاجِ بن مِنهالٍ عن هُشيمٍ / عن أبي بشرٍ مُعَنْعَنًا، فيحتملُ أن يريدَ أنَّهُ إذا أخرجَهُ من وجهٍ على الخبرِ اجتزأَ بذلكَ، وأخرجَهُ من غيرِ ذلكَ الوجهِ على العَنْعَنَةِ، واللهُ أعلم.
          وقد روى أحمدُ بن عليٍّ: أخبرنا صالحٌ: أخبرنا أحمدُ: حدَّثنا ابنُ صالحٍ: سمعتُ أسودَ بن سالمٍ يقولُ: كانوا يُعيقونَ حديثَ هُشيمٍ إلا ما فيهِ أخبرنا.
          قالَ أبو بكرٍ: ماتَ هُشيمٌ ببغدادَ.
          وقال إبراهيمُ بن عبدِ اللهِ: ماتَ هُشيمٌ يومَ الأربعاءِ لعشرٍ بقينَ من شعبانَ سنةَ ثلاثٍ وثمانينَ(1)، وماتَ ابنُ عُلَيَّةَ بعدَهُ بعشرِ سنينَ وأشهر، وقال إبراهيمُ بن عبدِ اللهِ: لم يسمعْ هشيمٌ من الزُّهريِّ إلا أربعةَ أحاديثٍ: حديثُ السَّقيفةِ وحديثُ المضامينِ والملاقيحِ، وحديثُ {مَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الهَدْيِ} [البقرة:196] وحديثُ أنَّ النَّبيَّ صلعم كَانَ مُعْتَكِفًا حَتَّى أَتَتْهُ صَفِيَّةُ.


[1] أي: ومئة.