شرح النووي على صحيح البخاري

كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلعم

          (1)
          قال الإمام أبو عبد الله البخاري ⌂ :
          ░░1▒▒ (بَابُ: كَيْفَ كَانَ بَدْءُ الْوَحْيِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلعم) وَقَوْلِ الله تعالى {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} [النساء:163] (2) (3).
          أما قوله: (بَابُ) فيجوز فيه وفي نظائره وجهان، أحدهما: تنوينه، والثاني: رفعه بلا تنوين على الإضافة.
          ويجوز في قوله: (بدء) وجهان: الهمز وتركه (4)، الأول من الابتداء، والثاني من الظهور، والهمز أرجح.
          الوحي(5) : أصله الإعلام في خفاء، وكل ما دللت به من كلام أو كتاب أو رسالة أو إشارة بشيء فهو وحي، ومن الوحي: الرؤيا والإلهام.
          ويقال: أوحى ووحى، لغتان، الأولى أفصح وبها جاء القرآن.
          قوله: (وَقَوْلِ اللهِ) هو مجرور أو مرفوع (6)، معطوف على كيف.
          وذكر البخاري ☼ الآية الكريمة لما قدمناه في الفصول أنَّه يستدلُّ للترجمة بما وقع له من قرآن (7) وسنة مسندة وغيرها، وأراد أنَّ الوحيَّ سُنَّةُ الله تعالى في أنبيائه صلى الله عليهم وسلم، والله أعلم.


[1] إلى هنا ينتهي السقط من النسخة (ك)، ومن هنا تبتدأ النسخة (ك).
[2] جاء في حاشية الأصل (ز): ((قال شيخنا ابن كثير: إنما بدأالبخاري بيان كيفية بدء الوحي؛ لأن الوحي مبدأ الخير ومنبعه ومن بعده فصلت الأحكام، وبيّن الحلال والحرام)).
[3] زاد في (ك) و(ص): ((الشرح)).
[4] قوله: ((الهمز وتركه)) ليس في (ص).
[5] في (ك) و(ص): ((والوحي)).
[6] في (ت) و(ص): ((ومرفوع))، وفي (ك): ((هو مجرور مرفوع)).
[7] في (ص): ((قول)).