مشارق الأنوار النبوية من صحاح الأخبار المصطفية

حديث: هو رزق أخرجه الله لكم فهل معكم

          2145- (م) أبُو عُبيدةَ بنُ الجرَّاحِ ☺: «هُوَ رِزقٌ أَخْرَجَه اللهُ لكُم، فَهلْ مَعكُمْ مِن لَحمِهِ شَيءٌ فتُطعِمُونَا؟ قَالَ أبو عُبيدةَ: فَأرسَلنَا إِلى رَسُولِ اللهِ صلعم مِنهُ فَأَكَلَ(1)». [م:1935]
          قَالَهُ فِي حُوتٍ مَيِّتٍ رَمَاهُ البَحرُ.
          قَالَ الصَّغانِيُّ _مُؤلِّفُ هَذا الكِتَابِ حَققَّ اللهُ بِسُلطَانِهِ آمَالهُ وَصَدَّقَ بِبُرهَانِه أَقوَالَهُ_: أَخذَتُ مَضجَعي لَيلَةَ الأَحدِ الحَادِيَةَ عَشرَةَ(2) مِن شَهرِ(3) رَبيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ اِثنَينِ وَعشرينَ وَستمِائَةٍ، وَقُلتُ: اللَّهمَّ أَرنِي اللَّيلةَ نَبيكَ مُحمدًا صلعم فِي المنَامِ، فَإِنَّكَ تَعلَمُ اشتِياقِي إِليهِ، فَرأَيتُ بَعدَ هَجْعَةٍ مِن اللَّيلِ كَأَنِّي وَالنَّبيُّ ◙ فِي مَشرَبةٍ، وَنَفرٌ مِنْ أَصحَابِي أَسفَلَ مِنَّا عِندَ دَرَجِ المَشربَةِ، فَقلُتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا تَقُولُ فِي حُوتٍ مَيِّتٍ / رَمَاهُ البَحرُ أَحلَالٌ هُو؟ فَقَالَ وَهَو يَبتَسمُ(4) إِليَّ: نَعمْ. فَقلتُ وَأَنَا أُشيرُ إِلى مَن بِأسفَلِ الدَّرَجِ: فَقُلْ لأَصحَابِي فَإِنَّهمْ لَا يُصدِّقُونَني. فَقَالَ: لقَد شتَمْتَني وَعابُونِي. فَقُلتُ: كَيفَ يَا رسُولَ اللِه؟ فَقاَل كَلامًا لَيسَ يَحضُرُنِي لَفظُهُ وَإِنَّمَا مَعنَاهُ: عَرَضْتَ قَولِي عَلَى مَن لَا يَقبَلُهُ، ثُمَّ أَقبَلَ عَلَيهِم يَلُومُهُم وَيعِظُهُم، فَقُلتُ صُبَيحَةَ تِلكَ اللَّيلةِ: وَأَنَا أَعُوذُ بِاللهِ مِن أَن أَعرِضَ حَديثهُ بَعدَ لَيلَتِي هَذِهِ إلَّا عَلَى الَّذِين يُحكِّمُونَهُ فِيمَا شَجرَ بَينَهُم، ثُمَّ لاَ يَجِدُونَ فِي أَنفُسهِم حَرَجًا مِمَّا قَضَى(5)، وَيُسَلِّمونَ تَسلِيمًا، وَأُصَلِّي عَلى رُسُلهِ وَأنبِيائهِ وَأُسلِّمُ تَسلِيمًا.


[1] في (ف): «فأكل منه» بدل: «منه فأكل».
[2] في (ف): «عشر».
[3] قوله: «شهر» ليس في (ف).
[4] في (ف) و(ر): «يتبسَّم» وأشار في هامش (ل) أنها نسخة.
[5] في (ف): «قضيت».