كشف النقاب عما روى الشيخان للأصحاب

في رواية التابعين

          فصل
          وقد ذكرَ أبو مَسعُودٍ الدمشقيُّ الحافظُ في كتابِه (الأطراف) والإمامُ أبو عبدِالله الحُمَيديُّ في (الجمع بين الصحيحين) تَرجمتينِ في كتابِ (خ):
          إحداهما: / لعَمْرِو بنِ مَيمونَ الأَوْدِيِّ؛ قصَّة القردةِ التي رَجَمَها القرودُ في الجاهليَّةِ.
          والأخرى: لأبي رَجَاءٍ العُطَارِدِيِّ؛ قوله: «كُنَّا نَعْبُدُ الحَجَرَ؛ فَإِذَا وَجَدْنَا حَجَرًا خيرًا مِنْهُ أخذناه».
          وليسَ أحدٌ من هذينِ صَحابيًّا، ولا له رؤية(1)، وإنما يُعدَّانِ في التابعينَ الذين أدركوا الجاهليةَ، فلذلك لم أُفرِدْ لأحدٍ منهم ترجمةً.
          - وأمُّ الدِّرْدَاءِ الصُّغْرَى، واسمُها: هُجَيمَةُ، ويقالُ: جُهَيمَةُ، الأَوصَابِيَّةُ.
          عند (م) حديث: «مَنْ دَعَا لأَخِيْهِ بِظَهْرِ(2) الغَيْبِ»، من رواية صَفْوَانِ ابنِ عبدالله(3) عنها، ثمَّ إنه لقيَ أبا الدَّرْدَاءِ فأخبرَه بذلكَ عن النَّبيِّ صلعم.
          وأمُّ الدَّرْدَاءِ هذه ليستْ لها صُحْبَةٌ، ولا رُؤْيَةٌ، وقد صَرَّحَتْ في بعضِ الطُّرُقِ بروايتِها لهذا الحديثِ عن أبي الدَّرْدَاءِ، فهي تَابعيَّةٌ، والله أعلم.


[1] في (ع): (رواية).
[2] في (ع): (بظهير).
[3] في (ع): (عبد الرحمن).