جنى الجنتين ومجمع البحرين في تجريد متون الصحيحين

حديث: مهلا يا عائشة، إن الله يحب الرفق في الأمر كله

          650- الإمامان: عن عائشة قالت: دخل رهط من اليهود على رسول الله صلعم فقالوا: السام عليك، قالت عائشة: ففهمتها، فقلت: عليكم السام واللعنة، قالت: فقال رسول الله صلعم: ((مهلا يا عائشة، إن الله يحب الرفق في الأمر كله)) فقلت: يا رسول الله، ألم تسمع ما قالوا؟ قال رسول الله صلعم: ((قد قلت: وعليكم)).
          وفي رواية: بنحوه وفيه: ((إن الله رفيق، يحب الرفق في الأمر كله)). /
          وفي رواية: قال رسول الله صلعم: ((قد قلت عليكم)) ولم يذكر الواو.
          وللبخاري: أن اليهود أتوا النبي صلعم فقالوا: السام عليك، فقال: ((وعليكم)) فقالت عائشة: السام عليكم، ولعنكم الله وغضب عليكم، فقال رسول الله صلعم: ((يا عائشة عليك بالرفق، وإياك والعنف(1) والفحش)) قالت: أو لم تسمع ما قالوا؟ قال: ((أو لم تسمعي ما قلت؟ رددت عليهم، فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم فيّ)).
          ولمسلم: قالت: أتى النبي صلعم ناس من اليهود، فقالوا: السام عليك يا أبا القاسم، قال: ((وعليكم)) قالت عائشة: بل عليكم السام والذام، فقال رسول الله صلعم: ((يا عائشة، لا تكوني فاحشة)) فقالت: ما سمعت ما قالوا؟ فقال: ((أو ليس قد رددت عليهم الذي قالوا، قلت: وعليكم)).
          وفي أخرى: نحوه غير أنه قال: ففطنت بهم عائشة فسبتهم، فقال رسول الله صلعم: ((مه يا عائشة، فإن الله لا يحب الفحش والتفحش)) وزاد فأنزل الله ╡: {وَإِذَا جَاؤُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ}[المجادلة:8]. [خ¦6024]


[1] في هامش الأصل: ((العنف بضم العين ضد الرفق واللين)).