البيان والتوضيح لمن أخرج له في الصحيح ومس بضرب من التجريح

الوليد بن مسلم القرشي أبو العباس الدمشقي

          ع ░496▒ الوليد بن مسلم القرشي، أبو العباس، الدمشقي، مولى بني أمية، وقيل: مولى العباسيين.
          أحد الأعلام.
          قال أبو بكر المروزي: قلت لأحمد بن حنبل في الوليد؟ قال: هو كثير الخطأ.
          وقال غير واحد عن أبي مسهر: كان الوليد بن مسلم يُحدِّث بأحاديث الأوزاعي عن الكذَّابين، ثم يدلسها عنهم.
          وقال صالح بن محمد الأسدي الحافظ: سمعت الهيثم بن خارجة يقول: / قلت للوليد بن مسلم: قد أفسدت حديث الأوزاعي. قال: كيف؟ قلت: تروي عن الأوزاعي عن نافع، وعن الأوزاعي عن الزهري، وعن الأوزاعي عن يحيى بن سعيد، وغيرك يُدخل بين الأوزاعي وبين نافع: عبد الله بن عامر الأسلمي. وبينه وبين الزهري: إبراهيم بن مُرَّة، وقرة وغيرهما. فما يحملك على هذا؟ قال: أنبل الأوزاعي أن يروي عن مثل هؤلاء. قلت: فإذا روى الأوزاعي عن هؤلاء _وهؤلاء ضعفاء الأحاديث مناكير_ فأسقطتهم أنت، وصيرتها من رواية الأوزاعي عن الثقات، ضعف الأوزاعي. (فلم يلتفت إلى قولي)(1) .
          وقال أبو عبيد الآجري: سألت أبا داود عن صدقة بن خالد؟ فقال: هو أثبت من الوليد بن مسلم، الوليد روى عن مالك عشرة أحاديث ليس لها أصل، (منها)(2) عن نافع أربعة.
          وقال أبو مسهر: كان الوليد يأخذ من ابن أبي السفر حديث الأوزاعي _وكان ابن أبي السفر كذَّاباً_ وهو يقول فيها: قال الأوزاعي.
          وقال أحمد بن أبي الحواري: سمعت أبا مسهر قال: كان معتنياً بالعلم.
          وقال ابن المديني: كان يكتب على الوجه، وما رأيت من الشاميين مثله. وقد أغرب الوليد أحاديث صحيحة لم يشركه فيها أحد.
          وقال أحمد بن أبي الحواري: قال لي مروان بن محمد: إذا كتبت حديث الأوزاعي عن الوليد بن مسلم؛ فما تبالي من فاتك.
          وقال أبو زرعة الدمشقي: قال لي أحمد بن حنبل: كان عندكم ثلاثةٌ أصحاب حديث: مروان بن محمد، والوليد، وأبو مسهر.
          وقال الفسوي: كنت أسمع أصحابنا يقولون: عِلْم الشام عند إسماعيل بن عياش، والوليد بن مسلم، فأمَّا الوليد؛ فمضى على (سنته)(3) محموداً عند أهل العلم، متقناً، صحيحاً، صحيح العلم. /
           وقال أبو زرعة الدمشقي: سألت أبا مسهر عن الوليد بن مسلم؟ فقال: كان من ثقات أصحابنا. وفي رواية: من حفاظ أصحابنا.
          وقال ابن جوصا: لم نزل نسمع أنَّه مَن كَتَب مصنفات الوليد بن مسلم صلح أن يلي القضاء. قال: ومصنفات الوليد سبعون كتاباً.
          وقال صدقة بن الفضل المروزي: ما رأيت رجلاً أحفظ للحديث الطويل وأحاديث الملاحم منه.
          ووثقه محمد بن سعد، والعجلي، ويعقوب بن شيبة.
          وقال أبو حاتم: صالح الحديث.
          روى له الشيخان.


[1] ما بين قوسين غير موجود في المطبوع.
[2] ما بين قوسين غير موجود في المطبوع.
[3] في المخطوط: (سنته)، سين فنون فتاء، وفي المطبوع: (سننه)، سين فنونين.