أعلام الحديث في شرح معاني كتاب الجامع الصحيح

حديث: إن الله يحب العطاس ويكره التثاؤب

          1086/ 6223- قال أبو عبد الله: حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ، قال: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، قال: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ، عَنْ أَبِيهِ:
          عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلعم قال: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْعُطَاسَ، وَيَكْرَهُ / التَّثَاؤُبَ، فَإِذَا عَطَسَ أحدكم (1) فَحَمِدَ اللهَ، فَحَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يُشَمِّتَهُ، وَأَمَّا التَّثَاؤُبُ: فَإِنَّمَا هُوَ مِنَ الشَّيْطَانِ، فَلْيَرُدَّهُ مَا اسْتَطَاعَ».
          قوله: (إنَّ اللهَ يُحِبُّ العُطَاسَ ويَكْرَهُ التَّثَاؤُبَ) معنى (2) المَحَبَّة والكراهة فيهما إنَّما (3) يَتَصَرَّفُ إلى الأشياء الجالية لهما، وذلك أنَّ العُطاسَ (4) إنَّما يكون مع خِفَّةِ البَدَنِ، وانفتاح السُّدَد، وعَدَم الكِظَّة (5). والتَّثَاؤُبُ إنَّما يَغْلِبُ على الإنسان عند امتلاء البَدَن وثِقَله، وسببه الإكثار من المآكل والتَّخْلِيطِ فيه.
          وقوله: (فَحَقٌّ (6) على كُلِّ مسلم أن يُشَمِّتَه) فإنَّه يُريدُ: أنَّه من فّرْض الكِفاية، فإذا (7) شَمَّتَه (8) واحدٌ من القومِ سَقَط عن الباقين.
          حدَّثني (9) محمَّد بن أحمد بن عَمْرو الزِّئبقي (10)، قال: حدَّثنا أبي، عن محمَّد بن حرب الهلاليُّ، قال: حدَّثني قَزَعَة، قال: سمعتُ مَسْلمة بن عبد الملك بن مروان يقول: مَا تَثَاءَبَ نَبِيٌّ قَطُّ، وإنَّها لَمِن عَلاَمَةِ (11) النُّبُوَّة (12).


[1] قوله: (أحدكم) زيادة من الفروع.
[2] في (م): (مجيء).
[3] (فيها إنما) سقطت من (ر) و(ف).
[4] (وذلك أن العطاس) سقطت من (م).
[5] في (ر) و(ف): (الكصة) والكِظَّة و بالكسر: البْطنَة، وقيل: شيء يعتري الإنسان من امتلاء الطعام. (التاج: كظظ).
[6] في (ر) و(ف): (يحق).
[7] في (ر) و(ف): (فإنه إذا).
[8] في (أ): (شمت).
[9] في الأصل كتب بالحمرة فوق قوله (حدثني): قال أبو عبد الله. وهو وهم.
[10] في (أ) و(م) مصحفاً: (الربيعي) والزئبقي شيخ للخطابي.
[11] في (م): (علامات)، على الجمع.
[12] قوله: (حدثني محمد... النبوة) سقطت من (ر) و(ف) وانظر: فيض القدير (1/ 315)، وعمدة القاري (018/ 281)