أعلام الحديث في شرح معاني كتاب الجامع الصحيح

حديث: أيما رجل أعتق امرأً مسلمًا استنقذ الله بكل عضو منه

          558/ 2517- قال أبو عبد الله: حدَّثنا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، قال: حدَّثنا عَاصِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ (1)، قَالَ: حَدَّثَنِي وَاقِدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: حدَّثني سَعِيدُ بْنُ مَرْجَانَةَ، صَاحِبُ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْن، قَالَ:
          قالَ لِي أَبُو هُرَيْرَةَ: قال النَّبِيُّ صلعم : «أَيُّمَا رَجُلٍ أَعْتَقَ امْرَأً مُسْلِماً، اسْتَنْقَذَ اللهُ بِكُلِّ عُضْوٍ منه عُضْواً منه (2) مِنَ النَّارِ».
          قالَ سَعِيدُ بْنُ مَرْجَانَةَ: فَانْطَلَقْتُ به إلىَ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنٍ، فَعَمَدَ عَلِيُّ بْنُ الحُسَيْنٍ إلىَ عَبْدٍ لَهُ، قَدْ (3) أَعْطَاهُ بِهِ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَشَرَةَ آلَافِ دِرْهَمٍ _أَوْ أَلْفَ دِينَارٍ (4)_ فَأَعْتَقَهُ.
          قلتُ (5) : إذا كان أعضاءُ العَتيقِ وجَوارِحُه فِدَاءً لأَعْضَاءِ المُعْتِقِ وجَوارِحِه فَلْيَجْتَهِدْ (6) أن لا يكون العَتِيقَ ناَقِصَ الأعضاء بالعَوَرِ والشَّلَلِ، أو مَعيباً عَيْياً يَضرُّ بالعَملِ، ويُخِلُّ بالسَّعْي والاكْتِسَاب، لكن يكون سليمَ الأعضاء، صَحِيحَ الجَوارِح؛ لِيَنَالَ به الثَّوابَ المَوْعُودَ في هذا الحديث.
          قلتُ (7) : ورُبَّما كان نَقْصُ بعضِ الأعضاء زِيَادَةً في الثَّمن كَالخَصِيِّ، إذْ كان يَصْلُح لما لا يَصْلُح له غيرهُ من حِفْظِ الحُرَم ونحوه، فلا يُكْرهُ ذلك حينئذ؛ على أنَّه لا يُخلُّ بالعَمَل الذي يُحتاجُ إليه في الكَسْبِ والمَعَاش؛ وقد سُئِلَ رسولُ اللهِ صلعم فقيل: أيُّ الرِقَابِ أَفضَلُ؟ فقال: «أَغْلاَهَا ثَمَناً، وأَنْفَسُهَا عندَ أَهْلِهَا». وقد رَواه أبو عبد الله قال:


[1] (حدثنا عاصم بن محمد) سقط من (ف).
[2] (منه) سقطت من (أ).
[3] في (ط): (قال).
[4] في الأصل (أو ألف درهمار) والمثبت من (ط) وفي (أ): (وألف دينار).
[5] في (ف): (قال).
[6] في (م): (فليجهد).
[7] في (ف): (قال).