تفسير غريب ما في الصحيحين البخاري ومسلم

حديث: لقيني أبو بكر فقال كيف أنت يا

          3135- (النِّفَاقُ) إظهارُ شيءٍ وكتمانُ ما يَنْقُضُهُ رِياءً وخديعَةً، وفي الاعتلالِ لذلكَ ثلاثةُ أوجهٍ:
          أحدُها: أنَّه إنَّما سُمِّيَّ المنافقُ مُنافقاً؛ لأنه يستُرُ كُفْرَهُ ويُغَيِّبُهُ، فشُبِّهَ بالذي يدخُلُ النَّفَقَ وهو السِّرْبُ يستَتِرُ فيهِ.
          والثَّاني: أنَّه نافَقَ كاليَرْبُوْعِ لهُ جُحْرٌ، يُقالُ لهُ: النَّافِقَاءُ، وآخرُ يُقالُ لهُ: القَاصِعَاءُ، فإذا طُلِبَ من النَّافِقاءِ قصَع فخرَجَ من القاصعاءِ، فشُبِّهَ المنافقُ باليَرْبُوْعِ لأنَّه يخرجُ من الإيمانِ من غيرِ الوجهِ الذي يدخلُ منه.
          والثالثُ: أنَّه سُمِّيَ مُنافقاً لإظهارِه غيرَ ما يُضْمِرُ تَشبيهاً باليَرْبُوْعِ لأنَّه يخرِقُ الأرضَ حتَّى إذا كاَد يَبْلُغُ ظاهرَ الأرضِ أرقَّ التُّرابَ فإذا رابَهُ رَيْبٌ رفَعَ ذلكَ التُّرابَ برأسِهِ فخرَجَ، فظاهرُ جُحْرِهِ تُرَابٌ كالأرضِ وباطِنُهُ حَفْرٌ، وكذلكَ المنافقُ ظاهرُهُ إيمانٌ وباطنُهُ كُفْرٌ.
          (كَأَنَّا رَأْيَ عَيْنٍ) أي بحيثُ نرى ما يصفُ لنا بأَعْيُنِنَا.
          (عَافَسْنَا الأَوْلَادَ وَالزَّوْجَاتِ وَالضَّيْعَاتِ) أي خالَطْنَا وانتهزْنَا الفُرْصَةَ في ذلكَ، ويكونُ بالصَّادِ والسِّينِ، ويُقالُ: عَافَصْتُ الرَّجُلَ أخذتُهُ على غِرَّةٍ.
          (مَهْ) ههُنَا بمعنى ما الخبرُ؟ والهاءُ للوقفِ.