-
مقدمة
-
كيف كان بدء الوحي إلى رسول الله صلعم
-
كتاب الإيمان
-
كتاب العلم
-
كتاب الوضوء
-
كتاب الصلاة
-
كتاب العيدين
-
أبواب سجود القرآن
-
كتاب فضل الصلاة
-
كتاب الجنائز
-
كتاب الزكاة
-
كتاب الحج
-
كتاب الصوم
-
أبواب الاعتكاف
-
كتاب البيوع
-
كتاب الشفعة
-
كتاب الوكالة
-
كتاب المزارعة
-
كتاب الاستقراض
-
كتاب في اللقطة
-
كتاب المظالم
-
كتاب الهبة
-
كتاب الشهادات
- كتاب الصلح
-
باب ما يجوز من الشرط
-
كتاب الوصايا
-
كتاب الجهاد والسير
-
كتاب الجزية والموادعة
-
كتاب بدء الخلق
-
كتاب المناقب
-
كتاب فضائل الصحابة
-
كتاب المغازي
-
كتاب التفسير
-
كتاب فضائل القرآن
-
كتاب النكاح
-
كتاب الطلاق
-
كتاب النفقات
-
كتاب الأطعمة
-
كتاب الذبائح والصيد
-
كتاب الأشربة
-
كتاب الطب
-
كتاب اللباس
-
كتاب الأدب
-
كتاب الاستئذان
-
كتاب الدعوات
-
كتاب الرقاق
-
كتاب الأيمان
-
باب كفارات الأيمان
-
كتاب الفرائض
-
كتاب الحدود
-
كتاب الديات
-
كتاب المرتدين
-
كتاب الحيل
-
كتاب التعبير
-
كتاب الفتن
-
كتاب الأحكام
-
كتاب التمني
-
كتاب الاعتصام
-
كتاب التوحيد
2699- فيه قوله في حديث البراء بن عازب: (فَلَمَّا دَخَلَهَا وَمَضَى الأَجَلُ أَتَوْا عَلِيًّا فَقَالُوا: قُلْ لِصَاحِبِكَ اخْرُجْ عَنَّا فَقَدْ مَضَى الأجَل).
أي: فلمَّا دخل رسول الله صلعم مكةَ معتمرًا ومضت ثلاثة الأيام المشترطة على المسلمين؛ أي: أصبحوا في اليوم الرابع، ولم يأمر رسول الله صلعم المسلمين بالخروج، وفي ذلك سرٌّ دقيق من أسرار الوفاء بحقوق الله، فإنَّ المشركين منعوا رسول الله صلعم من إقامة أكثر من ثلاثة أيام ظلمًا منهم؛ إذ لا حقَّ لهم في المسجد الحرام، وما كانوا أولياءه، ولذلك قال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} [البقرة:114] . فلمَّا التزم لهم رسول الله صلعم بما اشترطوا عليه كان التزامه من ارتكاب أخفَّ الضَّررين، كيلا يمنعوه من دخول مكَّةَ بتاتًا.
ولمَّا كان ذلك الشرط إنَّما لزمه؛ لأجل اشتراط المشركين عليه لم يكن من أداء حقِّ الله تعالى في الدفاع عن الحقِّ المغصوب أن يبدأ بالخروج قبل أن يأمروه به، لجواز أن تسمح نفوسهم بزيادة بقائه، فيكون في بقائه زيادة في العبادة والتمتع بالحق المسلوب. وليس في تأخيره الخروج إبطال للعهد؛ لأنَّهم لما أمروه بالخروج لم يمتنع منه. /
وهذا العمل أصل عظيم للمسلم في تبرئة ذمَّته من التقصير في الأمور الدينية بقدر الإمكان والاستطاعة، فتلك معذرة إلى الله تعالى.
وبهذا نعلم أنَّ من فسَّر قوله: (ومضى الأجلُ)، بمعنى: قرب مضيُّه؛ لئلَّا يلزم عدم الوفاء بالشرط، قد أخطأ فهمًا ونظرًا، أمَّا الفهم؛ فلِأَنَّ قوله: (قُلْ لصاحبك اخرج عنَّا فقد مضَى الأجل) صريح في أنَّه مضى بالفعل، أو ما كان لهم أن يقولوا له: (اخرج عنَّا) قبل مضيِّه، وأمَّا النظر فلتعليله المفعول(1) فيه كما بيَّناه.
[1] في المطبوع: المغفول.