حديث: كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالًا

5611- حدَّثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ، عَنْ مَالِكٍ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ:
أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ أَنْصَارِيٍّ بِالْمَدِينَةِ مَالًا مِنْ نَخْلٍ، وَكَانَ أَحَبّ (1) مَالِهِ إِلَيْهِ بَيْر حَاء (2)، وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَ (3) الْمَسْجِدِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ، قَالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا نَزَلَتْ: { لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ } [آل عمران: 92] قَامَ أَبُو طَلْحَةَ فَقَالَ: يا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ: { لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ } وَإِنَّ أَحَبَّ (4) مَالِي إِلَيَّ بَيْر حَاء (5)، وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللَّهِ، فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَخٍ (6)، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ _أَوْ: رَايِحٌ، شَكَّ عَبْدُ اللَّهِ_ وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الأَقْرَبِينَ». فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَفِي بَنِي عَمِّهِ.
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ وَيَحْيَى بْنُ يَحْيَى: «رَايِحٌ».
/


[1] ضُبطت في اليونينية بالرفع والنصب مع التثقيل في الباء.
[2] ضُبطت في اليونينية بفتح الراء وضمها مع فتح الهمزة وتنوينها بالكسر معا، وفي رواية أبي ذر: «بَيْرَ حَا».
[3] في رواية أبي ذر: «مُسْتَقْبِلَةَ».
[4] ضبطت في الأصول بالنصب، وضَبْطُ «بير» بالنصب والرفع يقتضي ضَبْطَ: «أحبّ» بالوجهين، انظر الإرشاد.
[5] ضُبطت في اليونينية بفتح الراء وضمها مع فتح الهمزة وتنوينها بالكسر معا، وفي رواية أبي ذر: «بَيْر حَا»، وضَبَطَ الباء في (ب، ص) بالفتح والكسر، وفي هامشهما: كذا في اليونينية، الباء مفتوحة ومكسورة هنا.اهـ.
[6] هكذا ضُبطت في نسخة البقاعي وضبطت في نسخة القرشي بالسكون أيضًا، وأهمل ضبطها في الأصول، وبهامش (ب، ص): لم يضبط الخاء هنا في اليونينية، وضبطها في الفرع بكسرتين. ا ه