التلويح إلى معرفة رجال الصحيح

سعيد بن المسيب بن حزن، أبو محمد المخزومي

          515- (ع) سَعِيْدُ بن المُسيَّب بن حَزْنٍ، أَبُو مُحمَّد المخْزُوْمِيُّ، المدَنيُّ.
          أحد الأعلام، والفقهاء الكُمَّل، سيد التابعين وأفقههم.
          روى عن: عمر حديثًا، وعن عثمان وسعد.
          وعنه الزهريُّ وقتادة ويحيى بن سعيد.
          توفي سنة أربع وتسعين، وعاش سبعًا وسبعين سنة، فإن مولده لسنتين مضتا من خلافة عمر، وقيل: لأربع سنين.
          وقال الواقديُّ: ابن خمس وتسعين.
          وكان يقال لهذه السنة: سنة الفقهاء؛ لكثرة من مات منهم فيها.
          وقال أبو نعيم: مات سنة ثلاث وتسعين، وبه جزم اللالكائيُّ، وقال يحيى بن بكير: سنة أربع أو خمس وتسعين.
          ومن مناقبه أنه كان لا يأخذ العطاء، وكان يتَّجر في الزيت، وكان أعور وليس في التابعين أنبل منه، وهو أثبتهم في أبي هريرة، وكان ختنه على ابنته.
          قال في «التهذيب»: روى عن عمر وزيد بن ثابت وعائشة وعثمان، وزاد في «الكمال»أنه سمع منهم.
          زاد في «التهذيب»: بلالًا وأبا ثعلبة الخشنيِّ.
          لكن في «المراسيل» عن يحيى لا يصح سماعه من عمر، وقال أبو حاتم: مرسلٌ، ويدخل / في المسند على المجاز، ولم يثبت له سماع منه إلا رؤيةً على المنبر ينعى النعمان بن مقرِّن.
          وقال الواقديُّ: لم أرَ أهل العلم يصحِّحون سماعه منه، وقد روى أبو زرعة في «تاريخه» عنه أن بكير بن الأشجِّ سأله: هل سمعت من عمر شيئًا؟ قال: لا.
          وقال مالك لم يسمع منه، ولكنه حفظ علمه وأموره.
          وقال: سألت أحمد عن حديثه عن أبي ثعلبة مرفوعًا: «كُلْ مَا رَدَّتْ عَلَيْكَ قَوُسَكَ»، فقال ما لسعيد وأبي ثعلبة، ولم يعجبه.
          وقال: هذا ليس هذا بشيء، قال أبو زرعة: وأصل هذا الحديث بالشام عن الأوزاعيِّ عن عمرو بن شعيب.
          وفي «المصنَّف» لأبي بكر بن أبي شيبة عن أبي قتادة أنه قال: والله ما حدَّثنا الحسن وسعيد بن المُسيَّب عن بدريٍّ مشافهة إلا سعيد عن سعد، وكذا ذكره مسلمٌ في مقدمة صحيحه.
          وقال ابن أبي حاتم في «مراسيله» عن مالك: لم يسمع من زيد بن ثابت، قال: وسمعت أبي يقول: سعيد عن عائشة إن كان شيء فمن وراء الستر.
          وقال ابن أبي حاتم: ولد سعيد على المشهور سنة خمس عشرة، وقيل(1): سنة ثمان عشرة، أو سنة عشرين بالشام.
          ووقع في بعض المرويات من حديث جعفر بن مُحمَّد الخواص الخلديِّ عن مُحمَّد بن يونس بن موسى: حدَّثنا أبو عاصم: حدَّثنا سلام أبو المنذر عن عليِّ بن زيد قال: لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة سمعت سعيد بن المُسيَّب يقول: يا أيها الناس اجعلوا نصف دعائكم لأمير المؤمنين بالسلامة والعافية، حتى يسلم لكم دينكم ودنياكم، وفيه وقفة، قد علمت تاريخ موت سعيد، وعمر بن عبد العزيز ولي الخلافة سنة تسع وتسعين بلا خلاف إلى سنة إحدى ومائة.
          وقال أبو بكر بن أبي شيبة: إن سعيد بن المُسيَّب قال: قد بلغتُ ثمانين سنة وإني أخوف ما أخاف عليَّ النساء.


[1] في الأصل: «وتوفي»، ولعل المثبت هو الصواب.