التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

حديث: ما من عبد استرعاه الله رعية فلم يحطها بنصيحة

          7150- قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ) هو الفضل بن دُكَيْن، واسم دُكَيْن عمرو.
          قوله: (حَدَّثَنَا أَبُو الأَشْهَبِ) _بشين معجمة_ هو جعفر بن حيَّان العُطاردي البصري، ثقةٌ روى له الجماعة، توفي سنة خمس وستِّين ومائة.
          قوله: (عَنِ الحَسَنِ) أي: البَصري.
          قوله: (أَنَّ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ زِيَادٍ) أي: ابْن أبي سفيان بالاسْتلحاق وكان يومئذٍ أمير البصرة.
          (فَعَادَ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ، فَقَالَ لَهُ مَعْقِلٌ: إِنِّي مُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلعم ، سَمِعْتُهُ يَقُولُ: مَا مِنْ عَبْدٍ اسْتَرْعَاهُ اللهُ رَعِيَّةً فَلَمْ يَحُطْهَا بِنُصْحٍ إِلَّا لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ) (يَحُطْهَا) _بطاء مهملة_ مِن الحياطة وهو الحفظ والتَّعهد، يُقال: حاطه يحوطه حوطًا وحياطةً إذا حفظه وصانه ودبَّ عنه.
          وقوله: (لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ) وفي الرِّواية بعده: ((إِلَّا حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الجَنَّةَ)) محمول على المستحلِّ، أو قاله للتَّغليظ، وإمَّا أنَّه لم يجد رائحتها ولم يدخلها مع الفائزين الأوَّلين، لأنَّه ليس عامًّا في جميع الأزمان. و(مَعْقِلَ) بفتح الميم وسكون العين المهملة وكسر القاف. و(يَسَارٍ) _بمثناة مِن تحت في أوَّله وسين مهملة_ هو أبو علي وقيل: أبو يسار، وقيل: أبو عبد الله المُزَني، له عن رسول الله صلعم أربعة وثلاثين (1) حديثًا، اتَّفق الشَّيخان عنه في حديث واحد، وانفرد البخاري بحديث، وانفرد مسلم بحديثين، مات بالبصرة في حدود سنة ستِّين في آخر دولة معاوية.
          تنبيه: في غالب النُّسخ: (مَا مِنْ عَبْدٍ اسْتَرْعَاهُ اللهُ رَعِيَّةً فَلَمْ يَحُطْهَا بِنُصْحٍ لَمْ يَجِدْ رَائِحَةَ الجَنَّةِ) ومفهومه أنَّه يجدها وهو عكس المقصود مِن الحديث، لكن إلَّا مقدَّرة أي: إلَّا لم يجد، أو الخبر محذوف أي: ما مَن عبد كَذا إلَّا حرَّم الله عليه الجنَّة، و(لَمْ يَجِدْ) استئناف كالمفسِّر له، أو (مَا) (2) ليست للنَّفي وجاز زيادة (مِن) للتَّأكيد في الإثبات عند بعض النُّحاة، وفي بعض النُّسخ: <إِلَّا لَمْ يَجِدْ> بزيادة إلَّا كما قدَّمناه تصريحًا بالمراد.


[1] في الأصل:((وثلاثون)).
[2] صورتها في المخطوط:((أما)).