التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

باب يمين الرجل لصاحبه إنه أخوه إذا خاف عليه القتل أو نحوه

          ░7▒ (بَابُ: يَمِينِ الرَّجُلِ لِصَاحِبِهِ: إِنَّهُ أَخُوهُ، إِذَا خَافَ عَلَيْهِ القَتْلَ أَوْ نَحْوَهُ)
          قوله: (وَكَذَلِكَ كُلُّ مُكْرَهٍ يَخَافُ، فَإِنَّهُ يَذُبُّ عَنْهُ الظَّالِمَ) أي: يدفعه عنه، وفي بعضها: <يدرَأ>.
          قوله: (وَيُقَاتِلُ دُونَهُ) أي: عنده (وَلاَ يَخْذُلُهُ) أي: لا يهمله (فَإِنْ قَاتَلَ دُونَ المَظْلُومِ فَلاَ قَوَدَ عَلَيْهِ وَلاَ قِصَاصَ) إنَّما ذكرهما وإن كان القَود هو القِصاص بعينه لأنَّ القِصاص أعمُّ مِن أن يكون في النَّفس أو الطَّرَف، والقود يُستعمل غالبًا في قِصاص النَّفس أو هو تأكيدٌ.
          قوله: (أَوْ تَحُلُّ عُقْدَةً) مبتدأ خبره محذوف أي: كذلك يسعه ذلك، وفي بعضها: <أو تحلُّ عقدةً> أي: تفسخها.
          قوله: (قَالَ إِبْرَاهِيمُ ◙ لِامْرَأَتِهِ: هَذِهِ أُخْتِي، وَذَلِكَ فِي اللهِ) أي: يريد أخوَّة الإسلام، وتقدَّم في كتاب الأنبياء أنَّه صلعم قال: ((لم يكذب إبراهيم إلَّا ثلاث كذبات ثِنتين منها في ذات الله)) قوله: إنِّي سقيمٌ، وقوله: {بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا}[الأنبياء:63]، فيُفهم أنَّ الثالثة وهي: ((هذه أختي)) ليست في ذات الله، فلعلَّ معنى ((هذه أختي)) في دين الله كما تقدَّم أو أشار هناك إلى أنَّهما محض الأمر الإلهيِّ، وهذه أختي قارنها شيئًا فيه نفعٌ وحظٌّ له.
          قوله: / (وَقَالَ إِبْرَاهِيْمُ النَّخَعِيُّ: أَي إِذَا كَانَ المُسْتَحْلِفُ ظَالِمًا فَنِيَّةُ الحَالِفِ، وَإِنْ كَانَ مَظْلُومًا فَنِيَّةُ المُسْتَحْلِفِ) ويكون المستحلَف مظلومًا بأن يكون محقًّا في دعواه ولا بيِّنة له ويستحلفه المدَّعى عليه فهو مظلومٌ، وعند المالكيَّة نيَّة المظلوم مُطلقًا، وعند الحنفيَّة نيَّة الحالف أبدًا، وعند الشافعيَّة نيَّة القاضي وَهي راجعةٌ إلى نيَّة المستحلف. ومراده أنَّه إذا كان مظلومًا فله أن يورِّي في يمينه، وإن كان ظالمًا فليس له التَّورية، وهذا الأثر عن إبراهيم النَّخَعيِّ أخرجه بن أبي شيبة عن يزيد بن هارون عن حمَّاد بن سَلمة عن إبراهيم قال: إذا كان الحالف ظالمًا فليس له أن يورِّي، وإن كان مظلومًا فله أن يورِّي بيمينه، وحدَّثنا جريرٌ عن مُغيرة عن إبراهيم في الرَّجل يُستحلف بالطَّلاق فيحلف فإنَّ اليمين على ما استحلفه الذي يستحلفه وليس نيَّة الحالف بشيءٍ، وساق عن أبي هريرة مرفوعًا: ((اليمين على نيَّة المستحلف)).