التلويح إلى معرفة ما في الجامع الصَّحيح

حديث عائشة في الهجرة

          2263- قوله: (عَنْ عَائِشَةَ ♦ وَاسْتَأْجَرَ النَّبِيُّ صلعم وَأَبُو بَكْرٍ رَجُلًا) كذا هو لهم بالواو، وفيه ما يشعر بأنَّه تقدم لها كلمات أخر في حكاية هجرة النَّبي صلعم ، فعطفت هذا عليه، وهو كذلك، فهذا الذي هنا قطعة من حديث الهجرة، ولهذا أتت بالواو للتنبيه على ذلك، وعند ابن السكن: (قالت: استأجر) / وهو أبين، والرجل هو عبدالله بن أريقط، وقيل: سهم بن عمرو، وعن سيرة ابن هشام: عبدالله بن أرفذ بالذال، وقال مالك في العتبية: اسمه رقيط. ذكره ابن الملقن.
          قوله: (مِنْ بَنِي الدِّيلِ) بكسر الدال المهملة وإسكان المثنَّاة من تحت وباللام.
          قوله: (هَادِيًا خِرِّيتًا) بكسر الخاء المعجمة والراء المشددة فعيل.
          قوله: (الْخِرِّيتُ الْمَاهِرُ بِالْهِدَايَةِ) كذا لهم، وفيه وهم، وصوابه رواية ابن السكن والمستملي: (حدَّثنا وهو الماهر بالهداية)، فهذا مفسر الخريت لا الهادي، وكذا يجمعهم على الصواب في الباب وبعده هو الذي يهتدي لأخرات المفازة، وهي طرقها الخفية فيه مضايقها، قال الكرماني: الظاهر أن هذا التفسير من كلام الزهري أدرجه في الحديث، ويدل له أنَّه لم يذكر في الباب بعده حين ساق حديثه هذا، وقيل: سمي خريتًا؛ لأنَّه يهتدي لمثل خُرْت الإبرة، وهو ثقبها، ذكره في «النهاية» عن الهروي وقيل: لسعة المفازة، وحكى الكسائي: خرتنا الأرض إذا عرفناها، ولم يخف علينا طرقها.
          قوله: (قَدْ غَمَسَ يَمِينَ حِلْفٍ) (غَمَسَ) بغين معجمة، و(حِلْفٍ) بكسر الحاء المهملة وإسكان اللام، وقيل: بفتح الحاء وكسر اللام، والحِلف: العهد الذي يكون بين القوم، أي: أخذ بنصيب من عقدهم وحلفهم بأمرته، وإنَّما قال: (غَمَسَ) إمَّا لأنَّ عادتهم أنهم كانوا يغمسون أيديهم في الماء ونحوه، وإما أنَّه أراد بالغمس الشدة، والأول هو المنقول؛ إذ كان من عادتهم إذا أرادوا الحلف وضعوا بين أيديهم جفنة فيها طيب، وبعضهم كان يجعل فيه الدم، فإذا تحالفوا وضعوا أيديهم في ذلك ليتم عقدهم باشتراكهم في شيء واحد.
          قوله: (فِي آلِ الْعَاصِي بْنِ وَائِلٍ) بالهمز بعد الألف وباللام السمهي، ويقال: العاصي بالياء وبدونها، والفصيح إثبات الياء. قاله النَّووي في «شرح مسلم».
          قوله: (فَأَمِنَاهُ) بالقصر وكسر الميم، أي: ائتمناه ثلاثي أمنت فلانًا فأنا أمن وهو مأمون، ويقال: أمنت فلانًا على كذا إذا لم يخف منه غائلة.
          قوله: (وَوَاعَدَاهُ غَارَ ثَوْرٍ) بمثلثة: جبل بقرب مكَّة عال استتر فيه رسول الله صلعم وأبو بكر حين فرا من المشركين.
          قوله: (وَانْطَلَقَ مَعَهُمَا عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ) بضم الفاء وفتح الهاء وسكون التحتانية وبالراء الأزدي، كان أسود اللون مملوكًا للطفيل بن عبدالله، فاشتراه أبو بكر / ☺ وأعتقه، وكان إسلامه قبل دخول رسول الله صلعم دار الأرقم وكان حسن الإسلام وهاجر معهما، وقتل يوم بئر معونة، ويقال إنَّه من العرب، استرق وهو صغير، ويقال: إنَّه من الأزد، وكان ممن يعذب في الله، شهد بدرًا وأحدًا.
          قوله: (فَأَخَذَ بِهِمْ طَرِيقُ السَّاحِل) يعني: ساحل البحر.
          قوله في الباب بعده: (فأتاهما (1) بِرَاحِلَتَيْهِمَا صُبْحَ ثَلَاثٍ) نصب على الظرف، والعامل فيه (وَاعَدَاهُ)، وكذلك العامل في قوله: (غار ثور).
          تنبيه: آل العاص بن وائل هو بنو سهم رهط من قريش، وبني الديل بطن من بني بكر، وعبد بن عدي بطن منهم أيضًا.


[1] كلمة غير مفهومة في الأصل.